رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «العربي»: التدخلات الأجنبية لن تستطيع اقتلاع الإرهاب من منطقتنا

 الدكتور نبيل العربى،
الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية،

أكد الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن مواجهة الإرهاب بنجاح في المنطقة العربية لن تتم إلا على أيدي ابناءها.

وأوضح خلال كلمته بالمؤتمر الرابع عشر لمؤسسة الفكر العربي، المنعقد تحت عنوان "التكامل العربي.. تحديات وآفاق"، أنه مهما بلغت التدخلات الأجنبية من قوة، فإنه لا يمكن اقتلاع الفكر الإرهابي بالسلاح أو بالقتل، لكنّ مواجهة هذه الظاهرة واقتلاع جذورها وتجفيف مصادرها تقتضي من العرب مواجهة فكرية وثقافية شاملة تتمكن من الإجابة بصراحة وأمانة على الأسئلة الصعبة التي يجب أن تتعامل معها الدول العربية.

وأضاف أن قرار مجلس وزراء الخارجية العرب في 7 سبتمبر 2014 حول صيانة الأمن القومي العربي، تضمن مجموعة من الخطوات الشاملة والجماعية المهمة لمكافحة الإرهاب وأنشطة الجماعات الإرهابية المتطرفة.

وأشار إلى أن المواجهة مع الإرهاب لا تقتصر فقط على المجالات الأمنية أو العسكرية، بل تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والعقائدية والفكرية والإعلامية أيضًا.

وشدد على أنه "بات واضحًا أن الحرب على الإرهاب، إنقاذًا لأوطاننا وحضارتنا، تتطلب ثورة حقيقية بمعنى الكلمة، ثورة فكرية، ثورة ثقافية، ثورة تعليمية، ثورة تعيد لمجتمعاتنا وسطيّتها وانفتاحها الحضاري الإيجابي، وتعيد لنا إسلامنا السمح من أيدي هؤلاء الذين يحاولون اختطافه وتشويهه بما يخدم نظرتهم المشوّهة المعوّجة لهذا الدين العظيم السمح".

و أوضح أنه منذ سبتمبر الماضي، دعا مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بتجديد أسلوب التعامل مع الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال، والخروج من صندوق التقاليد المتبعة والمراسم والروتين وعقد اجتماعات شبيهة بهذا التجمع المتميز، وأن نتناول القضايا بشفافية لإنقاذ الوطن والحضارة، مشيرا إلى أن هذا يتطلب المصارحة وقدرة حقيقية وثورة فكرية وثقافية وتعليمية تعيد للحضارة العربية حضورها.

وأضاف أن إعلان شرم الشيخ الصادر عن القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين في نهاية مارس الماضي أكد أن الأمن القومي العربي بات تحت تهديدات متعددة الأبعاد؛ فبُنيان الدولة وصيانة أراضيها قد أضحيا محل استهداف في أقطار عربية عديدة.

وأشار إلى أن مفهوم الدولة الحديثة في المنطقة العربية اصطدم بمشروعات هدّامة تنتقص من مفهوم الدولة الوطنية وتفرغ القضايا العربية من مضامينها، وتمسّ بالتنوع العرقي والديني والطائفي، وتوظفه في صراعات دموية بتأثير من أطراف خارجية ستعاني هي نفسها من المخاطر ذاتها، مما يؤدي إلى تدمير كل موروث حضاري.
الجريدة الرسمية