رئيس التحرير
عصام كامل

صباح الفل يا حاج برهامي!


باليقين فتوى تحريم دعم روسيا لأنها كافرة، هي خلط بين الدين والسياسة.. وبيقين اليقين يمكننا القول إن الشيخ ياسر برهامي لا يفهم لا في الدين ولا في السياسة.. والأدلة فيما يلي:-


منذ سنوات طويلة، انهار الاتحاد السوفيتي الذي كان يعتمد الفكر الشيوعي منهجا له، وكان يقود كتلة البلاد الشيوعية في أوربا الشرقية وفي العالم كله.. وبعد سقوطه استردت روسيا وجهها المسيحي الأرثوذكسي، وهي الديانة التي ينتمي إليها أكثر من مائة مليون مواطن روسي، بينما يعلن آخرون وبنسب أقل، انتماءهم لديانات أخرى أهمها الإسلام ثم اليهودية فالبوذية وغيرها، ويلاحظ وجود دور العبادة في كل أنحاء روسيا، وافتتح الرئيس بوتين قبل أسابيع، واحدا من أكبر مساجد العالم.. أما كون برهامي لم يعرف حتى الآن أو لم يبلغه أحد، أن الاتحاد السوفيتي انهار وتفكك وورثت أغلبه روسيا الاتحاديه فهذه قصة أخرى!

ثانيا.. لم يأمرنا القرآن الكريم ولا في آية واحدة بقتال الكافرين.. بل أمرنا فقط بقتال المعتدين، وهي الحالة التي يتوفر معها بالضرورة أيضا حالة الدفاع عن النفس!.. أما الكافرون فترك أمرهم إلى الله تعالى، وجعل قانون التعامل معهم هي الآية "لكم دينكم ولي دين" و"أن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم".

ثالثا.. الإسلام يعلمنا ومن درس الهجرة النبوية الشريفة تحديدا، أنه يجوز الاستعانة بالكافر إن كان أمينا على السر، عالما بمجاله، ولا يجوز الاستعانة بالمسلم غير المؤتمن أو الذي لا ضرورة لمعرفته بالأسرار الكبرى والمهمة.. ولا عجب أن يعلم نفر قليل بأمر وتوقيت ومسار الهجرة منهم عبد الله ابن أريقط القرشي الكافر!

أما رابعا.. فإن كانت روسيا - مثلا مثلا - كافرة.. فمن المؤمن؟.. أمريكا مثلا؟.. داعش مثلا؟.. لم نعرف عربيا قُتل برصاص روسي.. ولم نر عربيا يذبح بأسلحة روسية.. ولم نر عربيا تدهسه الدبابات الروسية، بل مما نعرفه وتعرفه الدنيا هو أننا نعيش اليوم عالة على مجد التعاون المشترك بيننا في مصر وبين روسيا، وبين بعض الدول العربية وروسيا أيضا.. مصانع ثقيلة وصناعات إستراتيجية وسلاح عبرنا به القناة، وحطمنا خط بارليف وحوائط صواريخ أسقطت طائرات العدو الإسرائيلي، وضباط وجنود روس استشهدوا معنا في بنائها!

عن أي شيء يتحدث الحاج - ونحسبه أدى فريضة الحج - ياسر برهامي؟.. وهل هذه عقلية أصلا تمارس السياسة في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين؟.. وهل هذه عقلية أصلا تترك للفتوى الدينية في العقد نفسه من القرن نفسه؟.. كيف يكون أهل الكهف إذن؟.. بل كيف يكون الكهف نفسه؟!!

صباح الفل يا حاج برهامي!!
الجريدة الرسمية