رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر وداعش!


لا أفهم لماذا لا يفهم البعض رفض الدكتور أحمد الطيب، تكفير من انخرطوا في تنظيم داعش الإرهابي؟!.. إن شيخ الأزهر كان محقًا في موقفه هذا، رغم ما تعرض له من انتقاد وهجوم وتطاول بسببه.


إن رفض شيخ الأزهر تكفير إرهابيي داعش، لا يعد من قبيل المجاملة لهم أو إعفائهم من الحساب على ما ارتكبوه من عمليات قتل وتدمير وتخريب وحرق في شتى ربوع الأرض.. ولا يعني أنه يمنحهم صك براءة ديني من جرائمهم الوحشية التي ارتكبوها، ولكنه يعني في جوهر الأمر، أنه يرفض منح أي إنسان مهما كان على قدره الديني، ومهما كان احترامنا وتقديرنا له، حق تكفير أي مخلوق آخر.

إننا نرفض وندين بشدة، الذين يمنحون أنفسهم حق تكفير الآخرين، مثلما يفعل بعض الأشخاص ورجال الدين، أو مثلما تفعل بعض التنظيمات والجماعات الدينية التكفيرية.. فكيف نمنح أنفسنا أو أي شخص آخر حتى إن كنا نحترمه مثل شيخ الأزهر، مثل هذا الحق، حق تكفير الآخرين، أو جهة مؤسسة تقدرها مثل الأزهر الشريف أيضا، مثل هذا الحق؟

أليس ذلك يتعارض مع ما نطالب به أنفسنا دوما، وهو أنه لا يحق لأي مخلوق مهما كان، تكفير مخلوق آخر غيره، ولا يحق لأي جهة، أن تمنح نفسها صكوك الغفران والإيمان والتكفير.

إن الدين كما نردد ونبغي، هو علاقة بين الإنسان وربه، ولا شأن لأي إنسان بهذه العلاقة.. الله وحده هو الذي يعلم من آمنوا به ومن كفروا به، وهو وحده الذي سيحاسب من كفروا به.. لذلك رفقا بالدكتور الطيب، فهو ينطق بصحيح الإسلام.
الجريدة الرسمية