رئيس التحرير
عصام كامل

راسبو البرلمان!


الراسبون في الانتخابات البرلمانية ليسوا هؤلاء المرشحين الذين لم يفوزوا بمقعد برلماني، وإنما هؤلاء الخبراء الذين صدعونا بتوقعاتهم وتنبؤاتهم حول نتائج الانتخابات البرلمانية وشكل البرلمان الجديد.


هؤلاء الخبراء توقعوا وجودا لا يذكر للأحزاب في البرلمان الجديد، وجاءت نتائج الانتخابات عكس ما توقعوا؛ حيث حازت الأحزاب على أكثر من خمسة مقاعد بالبرلمان.

وتوقعوا تواجدا ليس قليلا لأحزاب وقوى التيار السياسي الإسلامي، وعلى رأسها حزب النور، وجاءت النتائج أيضا عكس ما توقعوا؛ حيث حاز حزب النور على عدد محدود من المقاعد البرلمانية.

وتوقعوا عودة واسعة لذات الوجوه البرلمانية القديمة للبرلمان، رغم أن تركيبة المرشحين كانت في الأغلب جديدة، وجاءت النتائج لتجسد خيبة هذه التوقعات؛ حيث كانت الوجوه الجديدة في البرلمان الجديد هي الغالبة.

وتوقعوا ضعف البرلمان الجديد وعدم تمثيل الشباب أو المرأة أو الأقباط بعدد مناسب خارج القوائم، وجاءت النتائج لتبين إخفاق توقعاتهم أيضا؛ حيث يضم البرلمان الجديد شخصيات برلمانية واعدة وقوية.

وهكذا.. كل - وليس حتى معظم - توقعات هؤلاء الخبراء التي صدعونا بها لم تتحقق في الانتخابات البرلمانية.. ومع ذلك لم يخجل هؤلاء الخبراء، ولم ينسحبوا من حياتنا أو حتى يختبأوا ويلتزموا الصمت؛ حتى ننسى توقعاتهم الخائبة، وإنما عادوا من جديد بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية، ليطلقوا التوقعات حول شكل الممارسة البرلمانية القادمة، ومسار تشكيل التكتلات وكيفية أداء البرلمان لدوره.. صحيح من «اختشوا ماتوا»!
الجريدة الرسمية