رئيس التحرير
عصام كامل

قنبلة المستشارة.. وصدمة أنصارها!


خذلت المستشارة الجليلة تهاني الجبالي أنصارها، الذين راهنوا على إمكانية خوض قائمتها «التحالف الجمهوري» منافسة حقيقية، حتى لا تنفرد قائمة «في حب مصر» وحدها بالفوز في انتخابات مجلس النواب، وجاءت القنبلة التي فجرتها في المؤتمر الصحفي بتوجيه الاتهام بالخيانة لأعضاء القائمة المنافسة وأمينها العام اللواء سامح سيف اليزل.. صادمة لمؤيديها وأنا واحد منهم، كنت عقدت العزم على أن أعطي صوتي «للتحالف الجمهوري» الذي لا أعرف من أشخاصه سوى المستشارة المحترمة، وأثق في حسن اختيارها.


ولم يكن هذا موقفي وحدي إنما قطاع واسع من المصريين يسعون لتحقيق التنوع داخل مجلس الشعب، بما يحقق الصالح العام، وطالما أن قائمة في حب مصر حصلت على مقاعد الجولة الأولى، فلماذا لا تشاركها قائمة المستشارة في الجولة الثانية إذا انتخبها الشعب؟

تغيرت المواقف تماما بعد المؤتمر الصحفي المشئوم، وأصيب المتحمسون لقائمة المستشارة الجبالي بصدمة عنيفة، لعدم توقعهم أن تصدر عنها تلك الاتهامات دون أي دليل سوى شريط فيديو للقاء بين قيادات قائمة في حب مصر وعدد من المصريين بالكويت، حتى أن البعض فسر تسريب الشريط للمستشارة بأنه عمل استهدف خروجها من المنافسة ليس بيد الجبهة المنافسة.. إنما على أيدي الذين وثقوا بها وأحبوها وتمنوا وصولها إلى مجلس النواب.. بل رئاسة المجلس أيضا، ولكنها خذلتهم بتصريحات انفعالية ليس لها مبرر، خاصة أن قائمتها كانت تنافس القوائم الأخرى وربما تتفوق على بعضها.

لم يسترح أنصار المستشارة لما بدر منها من كسر للصمت الانتخابي، وهي أول من يعلم أن عقد المؤتمر الصحفي في هذا التوقيت غير قانوني، آخرون أزعجتهم خطورة الاتهامات التي وجهتها المستشارة للجبهة المنافسة، ومنها "الخيانة العظمى"، عما بات هناك اعتراضات أخرى على قائمة «في حب مصر»، على رأسها الإيماء بأنهم حصلوا على مساندة الرئيس حتى لو لم يعلنوا ذلك صراحة، وهو ما أثارته المستشارة من قبل، وكان سيجد صدى لدى بعض قطاعات من الرأي العام.. ويدخل في إطار المنافسة المشروعة.

وكان يمكنها الإشارة إلى الإنفاق المبالغ في الدعاية من جانب رجال الأعمال المشاركين في القائمة المنافسة، وقد أثارت المستشارة من قبل في أحاديث صحفية، أن قائمة «في حب مصر» استعانت بالعديد من رموز الحزب الوطني، ولازالت ذاكرة المصريين تحفظ فساد هذا الحزب، كما أن القائمة تخلو من أي صوت يساري ينحاز لحقوق العمال والفلاحين والطبقات المحرومة؛ لأن مصالح رجال الأعمال تتعارض مع الفقراء، ولو أنها أثارت قضية عدم تحقيق العدالة الاجتماعية حتى الآن، بالرغم من شعارات ثورتي يناير ويونيو، لوجدت تعاطفا كبيرا من جانب الناخبين، خاصة أنها عندما طالبت بأن تقتصر الحصانة البرلمانية على الأعضاء داخل المجلس ولا تمتد لخارجه، ووعدت بأن تحقق هذا عند دخولها المجلس، تضاعف أعداد المؤيدين لها، خاصة بعد أن ظهر دور المال السياسي في شراء الأصوات، بما يشير إلى أن الذين قدموا تلك الرشاوى يسعون للحصول على الحصانة التي تحميهم من المساءلة القانونية، وتمكنهم من ارتكاب المزيد من الجرائم تحت مظلة القانون.

والحق يقال إن وضع هذا الوعد في مقدمة البرنامج الانتخابي للمستشارة الجليلة، ضاعف من أعداد مؤيديها، الذين يأملون أن يجدوا في المجلس القادم من لا يبحث عن الحصانة، وأن يخضع النواب خارج المجلس للقانون الذي يطبق على الجميع.

كل تلك الاختبارات في إظهار نواقص القائمة المنافسة، كانت متاحة أمام المستشارة تهاني الجبالي، وكانت ستجد لها ردود أفعال مؤيدة بين الناخبين، ولم تكن بحاجة إلى توجيه الاتهامات الخشنة إلى أعضاء قائمة «في حب مصر»، ومن بينهم أشخاص لا يمكن أن يقبل أي مصري اتهامهم بالخيانة الوطنية، كما فعلت المستشارة في مؤتمرها الصحفي، الذي خذل كل الذين تمنوا وصولها إلى مجلس النواب لصالح الوطن.

وقد أزعجني أن يوجه هذا الاتهام الفظيع للواء سامح سيف اليزل، الذي أعرفه حق المعرفة؛ لزمالتنا في «الجمهورية»، وأشهد أنه كان من أشد المعارضين للإخوان في الحكم، ويرفض أن يسبق اسم مرسي صفة رئيس الجمهورية، في كل ما ينشر من مركز الدراسات والأبحاث.
الجريدة الرسمية