رئيس التحرير
عصام كامل

«خرافات يهودية».. من «بناء الأهرامات» لـ«عبيد المسيح المنتظر»..التاريخ يؤكد: لم تكن هناك «هولوكوست».. و«أفران الغاز» لا تصلح لـ«قتل أحد».. ا

الأهرامات
الأهرامات

كافة الشواهد التاريخية تؤكد – بما لا يدع مجالا للشك - أن الكيان الصهيوني، بنى دولته المزعومة على أساس الخرافات والأساطير، فما بين مزاعم أنهم بناة الأهرام وبين وجود الهيكل تحت المسجد الأقصى يردد الصهاينة العديد من الأساطير التي لا حصر لها، وتهدف الأساطير الصهيونية إلى خلق بيئة روحية ملفقة تساعد على تحقيق طموحات توسعية عنصرية في الأساس.


1ـ ادعاء بناء الأهرام
الأسطورة، أو الكذبة الكبرى، التي اختلقها اليهود تتمثل في ادعائهم بأنهم بناة الأهرام، وبدأ اليهود في ترديد مقولة أنهم بناة الأهرامات علنًا بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد، وتحديدا أثناء المؤتمر الصحفى لإعلان المعاهدة 1978 في وجود السادات والرئيس الأمريكى «جيمى كارتر» ورئيس الوزراء الإسرائيلى «مناحم بيجن» والذي قال: إن الجهد الذي بذله جيمى كارتر في الاتفاقية أكثر من الجهد الذي بذله أجدادنا في بناء الأهرام فضحك السادات وجيمى كارتر ومناحم!!.

وأضاف «مناحم بيجن» في عام 1979 أثناء زيارته لمصر: "أنا سعيد لزيارة مصر وأنى أشاهد الأهرامات التي بناها اليهود".
وتعقيبا على هذا الأمر أكد الدكتور محمد الهواري، أستاذ الفكر الدينى اليهودى بكلية الآداب في جامعة عين شمس، في تصريحات صحفية أن الأهرامات ترجع إلى عام 2678 قبل الميلاد وفى فترة الأسرة الرابعة القديمة أيام خوفو وخفرع ومنقرع أي قبل موسى ويعقوب وإبراهيم بنحو 6 قرون، لذلك لا يستطيع اليهود أن يدعوا أن الأهرامات هم من بنوها فهم لم يكونوا موجودين من الأساس، مضيفًا:«دعنا من كل ذلك فقبل السبى البابلى لم يكن هناك يهود».

وبدوره، تطرق منير محمود، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إلى تلك الادعاءات في كتابه "إسرائيل بين الحقائق والأكاذيب" قائلًا: اليهود يستندون في ذلك على قصة توراتية، كما جاء في سفر الخروج (الإصحاح الأول، الآيات من 8:14): "8 ثم قام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف. 9 فقال لشعبه هوذا بنو إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا. 10 هلم نحتال لهم لئلا ينموا فيكون إذا حدثت حرب أنهم ينضمون إلى أعدائنا ويحاربوننا ويصعدون من الأرض. 11 فجعلوا عليهم رؤساء تسخير لكى يذلوهم بأثقالهم. فبنوا لفرعون مدينتى مخازن فيثوم ورعمسيس. 12 ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وامتدوا. فاختشوا من بنى إسرائيل. 13 فاستعبد المصريون بنى إسرائيل بعنف. 14 ومرروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين وفى كل عمل في الحقل. كل عملهم الذي عملوه بواسطتهم عنفا".

وأوضح "منير"أن هذه الآيات التوراتية أوضحت أن بنى إسرائيل تم تسخيرهم لبناء مدينتى "فيثوم" و"ورعمسيس"، وهى مدن استخدمت كمخازن للغلال، كما أن اليهود قاموا بتشييدها من الطين اللين المخلوط بالتبن الذي احترف بنو إسرائيل البناء به، حيث إنهم لم يعرفوا البناء بالأحجار، مشيرًا إلى "إن هذه المقولة لا تجد لغويًا أي ذكر لكلمة أهرامات، أو مقابر ملكية، أو أبنية حجرية، تشيد لفلسفة دينية، حسب عقيدة البعث والخلود المصرية، كما أن تدوين أسماء المدن التي شيدها الملك رمسيس الثانى بالأسماء الدقيقة، ومواد البناء وأماكنها الجغرافية الحقيقية في دلتا مصر ينسف الادعاء بمشاركتهم في بناء المقابر الملكية الحجرية التي بنيت على شكل أهرامات في منطقة الجيزة، وسقارة، وهى جغرافيا تبعد عددًا من الكيلو مترات عن دلتا مصر، التي سكنها بنو إسرائيل". وليس هناك أفضل من شهادة الباحث الأثرى الإسرائيلى، سيمشا جاكوبوفيشي، الذي اعترف صراحة في مقال نشر في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مؤخرًا بأن اليهود لم يبنوا الأهرامات، ومكذبًا الأصوات اليهودية التي ادعت ذلك ليكشف عورات وأكاذيب وتضليل إسرائيل للعالم.

2ـ هيكل سليمان.. «المزعوم»
يزعم الصهاينة أنه في سالف الزمان كان هناك هيكل ضخم للنبى سليمان موجود مكان المسجد الأقصى المبارك، رغم أنه من الثابت تاريخيًا أن سليمان لم يعبد الله في معبدٍ قط.

ويرى المتخصصون أن التقصى والبحث والتحرى يقودنا إلى حقيقة ثابتة وهى أن الهيكل ليس أكثر من وهم وأكذوبة وخرافة لا تستند إلا إلى روايات كتبها مجموعة من الحاخامات، ومع توالى الزمن تراكمت الأكاذيب والمفتريات والخرافات حتى أصبحت منظومة من الأطروحات الوهمية التي وجدت من يعتقد بها ويعمل لتحقيقها وفرضها واقعًا ولو بالقوة، كما أنها مجموعة مرويات متناقضة من كتاب إلى آخر، لا بل وفى نفس النسخة تجد التناقض بارزًا في كل شأن وفى كل وصف وفى كل سفر من أسفار التوراة.

3ـ أكذوبة «الهولوكوست»
أما الفيلسوف الفرنسى روجيه جارودى يركز في كتابه "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" الصادر في العام 1996 على أسطورة "الهولوكوست" أو المحرقة النازية ويؤكد أنها أسطورة يتبناها الشق الصهيونى في إسرائيل من أجل تبرير احتلالهم لفلسطين مدعومًا باللوبى اليهودى في كل من فرنسا والولايات المتحدة وكندا ودول أخرى.

وتدور أسطورة الهولوكوست أو المحرقة النازية، وفقًا لمزاعم الصهاينة، حول قيام النازى، أدولف هتلر، بحرق ما يزيد على ستة ملايين يهودي، فضلًا عن تعذيبهم بشتى أنواع العذاب، ومن هنا جاء فكرة خلاص اليهود بإقامة وطن خاص بهم وكان الهدف فلسطين، إذا نجح الصهاينة في توظيف الفكرة سياسيًا لخدمة تطلعاتهم الاستعمارية.

"جارودى" في الكتاب ذاته عرض شهادات متناقضة لأشخاص كانوا يعملون في المعتقلات الألمانية أثناء محاكمات النازيين، وبحث علمى لمهندس كيميائى أمريكى كان مستشارًا لولايات "ميسورى وكاليفورنيا وكارولينا الشمالية" قبل أن تلغى هذه الولايات، أُرسل لفحص غرف الغاز، ليخلص إلى نتيجة إن هذه الغرف المفحوصة لا يمكن أن تكون قد استعملت غرفًا للإعدام بالغاز، بل أنه لم يجد أي أثر لحمض سيانوريك مشتق من غاز زايكلون بى الذي يقال إنه كان يُستعمل كوسيلة للإعدام في الغرف.

4ـ أرض الميعاد
إسرائيل لا تقوم بنشر أكاذيبها فقط بل تدعمها من خلال الزعم بأنها أوامر إلهية نزلت في التوراة، على سبيل المثال ما تطرق إليه "جارودى" في الكتاب المذكور سلفا إلى أسطورة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، أو ما يمكن تسميته بأسطورة "أرض الميعاد"، وهى من الأساطير التي تأسست بناء عليها دولة الاحتلال.

ويرجع الإسرائيليون وفقًا لـ جارودى هذه الأسطورة للتلمود لخدمة السياسة الصهيونية. ومن هنا جاء مطالبة الاحتلال بيهودية دولة إسرائيل.
في ذات السياق أكد، المؤرخ الإسرائيلى شلومو ساند، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة تل أبيب، في كتابه " كيف اختُلق الشعب اليهودى " عدم أحقية اليهود الإسرائيليين في أرض فلسطين أي أنها ليست أرض الميعاد، وذلك كونهم شعبا آت من الكتاب المقدس، أي أنهم شيء خيالى تم اختراعه بأثر رجعي.

5ـ أسطورة النفي
عن أسطورة النفى التي يرددها اليهود يقول أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة تل أبيب أنه اعتقد بداية كغيره من الإسرائيليين أن اليهود كانوا شعبا يعيشون في يهودا، وأن الرومان نفوهم عام 70، ولكن عندما بدأ يبحث ليستدل اكتشف أن النفى لايتعدى كونه أسطورة، حيث لم يجد أي كتاب تاريخى يصف أحداث النفى كما يقول ساند، مضيفًا: إن معظم اليهود في فلسطين كانوا فلاحين، وكل الأدلة تشير إلى أنهم مكثوا على أراضيهم، بل يشبه ساند الكيان الصهيونى في مقابلة صحفية مع مجلة "تيليراما" الفرنسية ٢٩/1/2009 بـ "طفل لقيط" ويقول إن اليهود اغتصبوا فلسطين في العام 1948 فولدت الدولة العبرية من رحم الاغتصاب ويرى ساند أن الطفل "اللقيط" يستحق الحياة لكن شرط أن يتلقى تربية تحول دون أن يكرر سيرة والده المغتصب وأن الدولة اليهودية تستحق هي أيضًا الحياة على أن تقلع عن سيرة الاغتصاب التي كانت في أصل ولادتها.

6ـ حائط البراق
تطرق "ساند" في كتابه أيضًا إلى حائط البراق في القدس مشددًا على أنه لم يكن يوما "حائط المبكى"، منوها إلى أن "وكلاء الثقافة العلمانية" هم من شنوا حملة على التاريخ وعملوا على اختلاق التراث من جديد بواسطة ألبومات صور الانتصار.
وبرأيه فإن "حائط المبكى" الذي تدعى الصهيونية أنه من بقايا الهيكل المذكور في المصادر التاريخية اليهودية، ليس سوى أثر من بقايا سور تاريخى وتسميته تنم عن تضليل، مشيرا إلى عدم إمكانية مقارنة أهميته بمكانة الأقصى المقدسة وهو اصلا ليس الا مجرد اسطورة.

7ـ سحر الأنبياء
اعتاد اليهود على ممارسة الكذب والتضليل، حتى في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وتدور القصة المفبركة والتي جاءت على لسان اليهود عن النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، أن ساحرا تمكن من اختراق بيت النبوة، فحصل على مشط النبى صلى الله عليه وسلم ومشاطته أي شعره الشريف العالق بالمشط، فأخذ ذلك وقرأ عليه طلاسم سحرية، وعقد عليه بعض العقد، ثم وضع كل ذلك في قعر بئر، وبذلك تمكن الساحر من تسليط شيطان جنى على عقل النبى المعصوم ووعيه، فكان حسب الأسطورة الشيطانية يظن أنه فعل الشيء وهو لم يفعل، وتزعم الأكذوبة أنه ظل كذلك قرابة ستة أشهر، وهذا أشد السحر كما قال الإمام ابن عيينة رحمه الله.

وتنتهى الخرافة بأن النبى رأى في المنام رجلين أو ملكين، فأرشداه إلى مكان السحر، فذهب مع بعض أصحابه لإخراجه، وهنا يضطرب هشام بن عروة، فيخبر مرة أنه أخرج السحر ويفيد مرة أنه رجع فزعا من لون ماء البئر وبشاعة النخل الذي يحفها، لكنه صرح بشفاء النبى من السحر.
ورد الإمام الغزالى على أسطورة سحر النبى صلى الله عليه وسلم استنادًا من الآية القرآنية: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى}، فالآية تقول في عصمة كل ما يخرج من فم النبى صلى الله عليه وسلم.

وأضاف: أن عصمة النبى صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مما علم من الدين بالضرورة. لأن النبى مشرِع يؤخذ عنه كلامه وسكوته وأفعاله وحتى بعض صفاته الظاهرة لذلك محال أن يلبِس الشيطان على النبى صلى الله عليه وسلم شيئا، أما ما ورد في صحيح مسلم والبخارى من قصة سحر النبى صلى الله عليه وسلم فإن كل الأحاديث الواردة هي أحاديث آحاد أي: رواها آحاد الرواة فهى ظنية الثبوت وإجمالي فإن ما ورد في سحر الرسول مجرد خرافة ووهم.

8ـ المسيح المخلص
يزعم اليهود خرافة وصول المسيح المخلص في نهاية الزمان لخلاص بنى إسرائيل، واليهود في انتظار دائم لظهور المسيح «المسيا المنتظر» الذي حين يأتى تطرح الأرض فطيرًا وملابس من الصوف، وقمحًا حبه بقدر كلاوى الثيران الكبيرة، وفى ذلك الزمن ترجع السلطة لليهود، وكل الأمم تخدم ذلك المسيح وتخضع له، وفى ذلك الوقت يكون لكل يهودى ألفان وثمانمائة عبد يخدمونه وثلاثمائة وعشرة تحت سلطته، لكن المسيح لا يأتى إلا بعد انقضاء حكم الخارجين عن دين بنى إسرائيل.

لم يكن إطلاق مستوطنين يهود مؤخرًا لطائرة صغيرة للتحليق فوق الأقصى بالقرب من باب الرحمة، أو كما يسمونه «الباب الذهبي» المغلق عند الجدار الشرقى للمسجد، عملا إجراميا عابرا من قبيل الصدفة، لكنه يأتى من منطلق خرافة يهودية قديمة وهى أن النبى المخلص المنتظر الذي يأتى في آخر الزمان لكى يدمر كل أعداء اليهود ويحكم العالم ويقيم مملكة اليهود في فلسطين سيدخل من هذا الباب، وفى كتاب ‏"‏ قصة الحضارة‏"‏ لـ ‏"‏ ول ديورانت‏"‏ شكك مؤلف الكتاب في إسطورة المخلص ويسخر منها.

أما الكاتب، واثق غازى عبدالنبي، فقال في مقال بعنوان "جرائم عقيدة المخلص" لو أن فكرة المخلص جاءت لتقول أن المخلص سوف يعمل على توحيد الديانات، أو حل المشكلات والاختلافات القائمة بينهم، أو تعليم البشر كيفية التعايش السلمى رغم الأختلاف، لكانت فكرة المخلص فكرة جميلة ورائعة ومقبولة، ولكن الحاصل هو أن المخلص في كل دين سوف يعمل على إبادة اتباع الدينين الآخرين ويعلن النصر لأتباعه فقط.


المصادر:
كتاب «الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية»
موقع قناة المنار اللبنانية
موقع ساسة بوست
كتاب "إسرائيل بين الحقائق والأكاذيب"، منير محمود
صحيفة تايمز أوف إسرائيل
موقع الحوار المتمدن
موقع حب فلسطين
موقع أون إسلام
منتديات حراس العقيدة

الجريدة الرسمية