رئيس التحرير
عصام كامل

الأهلي وعباءة المايسترو


قلتُ، من زمان، وما زلت عند رأيي، إن عباءة المايسترو "صالح سليم" واسعة وفضفاضة على المهندس محمود طاهر؛ لأن الفارق كبير وشاسع، فالراحل صالح سليم كان «كاريزما» بطبيعة الحال، ولديه كل المقومات التي لا يملكها الراحل، فمثلا المايسترو كان كابتن النادي الأهلي وكابتن مصر في كرة القدم، وبالتالي فهو أدرى بكل ما يدور داخل فريقه وسلوك اللاعبين، وكان يعاونه اثنان، الكابتن وزير الدفاع حسن حمدي، ومعشوق جماهير مصر بمختلف انتماءاتها محمود الخطيب، وجميعهم تولى منصب مدير الكرة للقلعة الحمراء وكانوا محل خوف وتقدير من اللاعبين، أما المهندس محمود طاهر فلا. 


المايسترو كان نجما كبيرا، يعرف متى يظهر في الإعلام ومتى يختفي، نتيجة لحسابات هو يقدرها جيدًا، أما طاهر فلا.. المايسترو كان يعرف أفضل طريقة للتعامل مع كل مؤسسات الدولة، بداية من رئيس الجمهورية مرورًا برئيس الوزراء وحتى الجماهير، أما طاهر فلا.. الراحل صالح سليم كان يعرف أهمية الإعلام ويتعامل معه بكل احترام وتقدير، فنال اهتمام الجميع.. صالح كانت له حاشية من الإعلاميين يروجون له ويبرزون الإيجابيات داخل القلعة الحمراء، أما المهندس محمود طاهر فلا وألف لا.. لأنه اعتمد على من يغررون به ويقذفون به إلى الهاوية.. يصنعون له عداءات كل ساعة وليس كل يوم، وليس أدل على ذلك من احتفالية الأكثر تتويجًا، التي أبرزت كل سلبية في هذا المجلس الذي يحاول الاختباء في عباءة الراحل.

ألم يحاول المهندس محمود طاهر أو أحد من حاشيته أن يسأل نفسه: لماذا انفض مؤيدوه عنه؟ والحقيقة التي يرفضها أنهم جروا وراء سراب.. ساروا وراء حلم "طاهر" المنقذ، الذي سيعيد زمن "صالح" من جديد.. أسماء كثيرة انفضت من حوله وتُمني نفسها باليوم الذي يرحل فيه هذا المجلس الذي لم يحقق أمانيهم، بل إن فريق الكرة (تورتة النادي) لم يعد هو الفريق المرعب، رغم الأرقام الفلكية التي ينفقها النادي، وليس أدل على نموذج إهدار المال العام سوى عقد الثنائي شريف عبدالفضيل وجدو.

الأهلي يجدد لهما في شهر أغسطس بـــ12 مليون جنيه لكل منهما، ثم يأتي في الشهر التالي ليقرر التخلص منهما، لتذهب أموال النادي هدرًا، وهناك أيضًا قصة "هيدرنيك"، الذي لم يقيد في القائمة ويحصل على «فلوسه» شهريًا دون أن يبذل مجهودًا.. أليست كل هذه خطايا تجعل المجلس ومحمود طاهر في مهب الريح.. أعتقد أن هذا المجلس درس قاسٍ لأعضاء النادي الأهلي، الذين يكتمون الشكوى، ولجماهيره التي تذوب عشقًا في الفانلة الحمراء.. الكلام كثير ولكن بماذا يفيد.. الأيام كفيلة بأن تثبت أن مجلس "طاهر" ليس مجلس "صالح" ولا رُبعه.. وللحديث بقية.

الجريدة الرسمية