«كون وجبتك» في قفص الاتهام.. سعاد الديب: «شو إعلامي» ولا تناسب دخول جميع الأسر.. المصري: لا تحقق العدالة الاجتماعية والتفاف حول خفض الأسعار.. وأبوطالب: غائبة من خريطة سكان العشوائي
أثار ما أعلنه الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية، من أن "كون وجبتك" حصدت أعلى المبيعات، خلال أسبوع، بعد أن تم بيع أكثر من نصف مليون وجبة، من خلال فروع شركات المجمعات الاستهلاكية السبع، وهي: الأهرام والنيل والإسكندرية والمصرية لتجارة الجملة والعامة لتجارة الجملة والمصرية للحوم والدواجن والمصرية للأسماك، بالإضافة إلى السيارات المتنقلة المحملة بالسلع الغذائية التي تجوب المحافظات، ردود فعل مختلفة لدى عدد من المختصين، لكونها وجبة غير مدعمة ولا تغطي جميع أنحاء الجمهورية، ولا تناسب كل الأسر التي يعاني الكثير منها من تدني الدخل، كما أنها وحدها ليست قادرة على خفض الأسعار بالأسواق، وما هي إلا مجرد مسكنات دون أن يكون هناك حل كامل لمشكلة الغلاء.
أكثر مبيعا
التموين كشفت أن "كون وجبتك" وجبات متكاملة ومتنوعة يوميا لأربعة أفراد بأسعار تتراوح من 20 إلى 30 جنيها، وتتضمن بروتينات ونشويات وخضارًا وصلصة ومسلى وفاكهة، وتطرح بأسعار مخفضة، يختار منها المواطن يوميا ما يناسب ذوقه ورغباته، منها ما تتضمن فرخة كاملة وكيلو أرز وخضار وطماطم وصلصة ومسلى، ووجبة تشمل لحما مجمدا وكيلو أرز وكيلو خضار وكيلو طماطم وسلاطة.
وأيضا هناك وجبة تتضمن سمك ماكريل وكيلو أرز وخضار سلاطة، وهناك وجبة تشمل لحما مفروما وكيلو أرز وكيلو خضار وطبق سلاطة وصلصة ووجبة كبدة شرائح ومكرونة وصلصة وسلاطة.
لا تناسب جميع الشرائح
بداية، تؤكد سعاد الديب، عضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك، أن "كون وجبتك" لا تناسب جميع شرائح الأسر المصرية، لاختلاف ظروف الدخل مع أن سعرها يتراوح بين 20 إلى 30 جنيها، خاصة أن الوجبة غير مدعمة من قبل وزارة التموين.
كما أشارات إلى أن الحصول عليها بصفة يومية يتطلب 900 جنيه شهريا، في حين أن هناك الكثير من الأسر الفقيرة ومحدودة الدخل وأصحاب المعاشات لا تستطيع الحصول عليها بصفة منتظمة، كما أنها تتوافر في المجمعات الاستهلاكية والمنافذ المتنقلة التي يتم الدفع بها إلى مناطق بعينها، في حين توجد أحياء وقرى ومحافظات، في الوجهين القبلي والبحري، لا يمكن تغطيتها بهذه الوجبات التي لا تحقق انضباطا للأسعار، وهدفها "الشو الإعلامي"، دون أن تكون هناك حلول جذرية للأسعار بالأسواق، وليس مجرد مسكنات تصحو بعدها نار الأسعار من جديد.
التفاف حول الأسعار
ويرى محمود المصري، رئيس جمعية حماية المستهلك بالغربية، أن "كون وجبتك" ما هي إلا مجرد التفاف حول قضية خفض الأسعار التي ما زالت تعاني منها الأسواق، دون تحديد مكوناتها السعرية، ومدى تطبيق ذلك على الأسواق، خاصة أن هذه الوجبة كوكتيل لا يحقق العدالة الاجتماعية، وما يتم طرحه منها، يتصارع عليها المواطنون، في وقت لم تصل فيه هذه الوجبات إلى الكثير من الأقاليم أو تقتصر ببعض المنافذ المتنقلة على عواصمها أو المدن الرئيسية.
وذكر أن عدم تفعيل الحكومة للمادة 10 من قانون حماية المنافسة، ومنع الممارسات الاحتكارية بتحديد أسعار السلع الرئيسة لفترة محددة من قبل رئيس مجلس الوزراء حتى تنضبط الأسعار بالأسواق.
الأحياء الفقيرة
ويوضح العربي أبوطالب، رئيس الاتحاد العام لمفتشي التموين والتجارة الداخلية، أن المناطق الراقية ذات الدخول الأعلى هي الأوفر حظًا في طرح هذه الوجبة بها، لكونه يتم بيعها، من خلال المجمعات الاستهلاكية والمنافذ المتنقلة التي يتم الدفع بها إلى الميادين العامة، في حين لا تتواجد هذه الوجبات في الكثير من خريطة المناطق العشوائية، التي يتطلب أن يكون لها نصيب كبير منها للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها سكانها.
ويرى أن هذه الوجبة غير مدعمة لكن بها هامش ربح للشركات التي تطرحها، لكن هي خطوة جيدة تحتاج إلى مراجعة من قبل الوزارة، لدراسة ما ترتب عليها من سلبيات، ومحاولة تجنبها، مع التوسع في خريطة التوزيع للوجبة بكافة المحافظات لاستفادة أكبر عدد من المواطنين منها.