«رحلات الموت» في 2015.. الطفل «إيلان» جرفته الأمواج على شاطئ تركي.. أشلاء وعظام العشرات تصل ليبيا.. «رغد» قتلها المهربون وسط البحر.. مسلمو الروهينجا منسيون في قوارب دون ط
لم يهتم أكثر من 700 ألف مهاجر ولاجئ، منذ يناير الماضي حتى لحظتنا هذه، من عبور البحر المتوسط العاتية أمواجه بقوارب خشبية للقادرين، ومطاطية مكتظة بعشرات الأشخاص للفقراء الراغبين في حياة آمنة بعض الشيء في دول أوربية؛ قد تكون ألمانيا، أو بلجيكا، أو فرنسا أو اليونان.. لا يهم، المهم أن يبتعدوا عن فظائع الإرهاب، والفقر، والحرب والاضطهاد في بلادهم؛ ولكن يفاجئهم القدر في منتصف قصتهم بنهاية عنوانها "الموت".
إيلان
انتبه العالم فجأة وأدرك معاناة اللاجئين السوريين والعراقيين الفارين من تنظيم "داعش" الإرهابي، عندما نشرت الصحف العالمية سبتمبر الماضي صورة الطفل السوري "إيلان" ذي الثلاث سنوات من عمره، وهو ميت، بعدما جرفته أمواج البحر إلى شاطئ تركي.وفي تصريح لوالد الطفل السوري "عبد الله شنو" قال إن ابنيه انزلقا من بين يديه حين انقلب المركب الذي كان يقلهم إلى اليونان، مضيفا أنهم كانوا يملكون سترات نجاة لكن المركب انقلب فجأة لأن بعض الركاب نهضوا فجأة.
الباكي خوفًا وفرحًا
وصل اللاجئ السوري "ليث ماجد" مع أولاده جزيرة يونانية، يوم 6 أغسطس الماضي، وهو يبكي خوفًا وفرحًا لعدم تصديقه عبور بحر إيجه بأمان رغم امتلاء قاربه بالمياه في رحلة محفوفة بالمخاطر.وتتبعت صحيفة "بيلد" الألمانية رحلة "ماجد"، 44 عامًا، وأسرته إلى العاصمة الألمانية برلين، حيث طلبوا لجوءًا سياسيا من الحكومة.
وأكدت زوجة "ماجد" للصحيفة: "عرضت علينا 13 دولة اللجوء إليها ولكننا اخترنا ألمانيا لإماكنيتها وتوفيرها مدارس للأطفال، مشيدةً بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووصفتها بالأم".
شواطئ ليبيا
عثرت السلطات الليبية، أغسطس الماضي، على جثث 5 أطفال، ضمن أكثر من 200 شخص لقوا مصرعهم قبالة سواحل ليبيا أغلبهم من السوريين.أشلاء المهاجرين
جرفت الأمواج جثث عدد من المهاجرين غير الشرعيين إلى الشواطئ الليبية، 17 أغسطس الماضي، بعد انقلاب قوارب الصيد التي كانت تحملهم إلى أوربا.
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، صورًا مروعة لجثامين، وعظام وملابس ضحايا المهاجرين على الشواطئ الليبية، مضيفة أن أشلاءهم ستدفن في مقابر جماعية.
ولفتت الصحيفة إلى جمع متطوعين من جمعية الهلال الأحمر الليبي لجثث المهاجرين الذين خاطروا بحياتهم من أجل الوصول لجزيرة لامبيدوزا، بالقرب من السواحل الإيطالية.
سكاكين وعصي
قاتل المهاجرون غير الشرعيون بعضهم البعض بالسكاكين، والعصى والحجارة، 14 أغسطس الماضي، لركوب قطار في مدينة جيفيجليا المقدونية على الحدود اليونانية.واندلعت معركة المهاجرين بعد إنهاك ألف رجل وسيدة بأطفالهم على رصيف قطار مدينة جيفيجليا، أملًا في العثور على أي مكان بالقطار للسفر إلى الدول الأوربية.
ومقدونيا، دولة في البلقان، هي ممر عبور رئيسي لسكان منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلى الدول الأوربية.
رغد حسون
نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يوليو الماضي، القصة الكاملة لمقتل لاجئة سورية مريضة بالسكري على متن قارب هجرة غير شرعية، بالبحر الأبيض المتوسط.وأوضحت الصحيفة أن الطفلة "رغد حسون"، تبلغ من العمر 11 عامًا، تُوفيت بين يدي والديها، في اليوم الخامس لرحلتهم بالبحر والتي بدأت من مصر، حيث ألقى المهربون دواء السكري (الأنسولين) في البحر.
وتابعت الصحيفة بأنه عندما وصلت الأسرة إلى الشواطئ الإيطالية، روت لصحيفة إيطالية تفاصيل الحادث الذي بدأ بطلب العودة إلى الشواطئ المصرية، وهو ما رفضه المهربون على القارب وألقوا حقيبة الأدوية في البحر.
وأوضح والد "رغد"، أنه وضع "الأنسولين" في حقيبتي ظهر، حتى يضمن عدم ضياع الكمية بأكملها، لكن على شاطئ بالقرب من الإسكندرية، اضطر المهربون إلى نقل الركاب إلى قارب صغير عبر السباحة بالبحر.
وأكد "حسون": "كان المهربون مسلحين ببنادق كلاشينكوف، ووصلت المياه لرقابنا، وبالتالي غرقت حقيبة الأدوية في البحر".
وتمكنت زوجته "نائلة" من الحفاظ على حقيبة الأدوية الأخرى، لكن أجبرها المهربون على التخلص منها، وعندما رفضت ألقاها أحد المهربين بنفسه في البحر.
وبعد ثلاثة أيام، اشتد على "رغد" المرض، ولا يزال القارب قريبًا من الساحل المصري حتى يتسنى للمهربين جمع عدد أكبر من المهاجرين، وفي اليوم الخامس توفيت الطفلة.
مسنة عراقية
غرقت سيدة عراقية، تبلغ من العمر 65 عامًا، في قاع قارب مهاجرين بعد امتلائه بالماء أثناء رحلة هجرة من تركيا إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، أكتوبر الماضي.ولفت فرق الإنقاذ المسنة ببطانية كبيرة، على شاطئ البحر بجانب زوجها المنهار.
وغرقت السيدة بعدما أجبر المهربين أفراد أسرتها على مغادرة السواحل التركية في قارب سرعان ما امتلأ بالمياه لحملة أكثر من 40 لاجئا.
وبدورهم، حاول عمال الإغاثة تهدئة أقارب السيدة وأحفادها الذين شاهدوا هذا الحادث المأسوي.
شاحنة النمسا
عثرت السلطات النمساوية، أواخر أغسطس الماضي، على جثث مهاجرين داخل شاحنة بولاية برجنلاند المحاذية للحدود مع هنجاريا.وأفادت السلطات بأن الشرطة عثرت على ما بين 70 جثة على الأقل متحللة جزئيا في الشاحنة التي كانت متوقفة على جانب طريق سريع في الولاية الشرقية.
ووصفت وزيرة الداخلية يوانا ميكل - ليتنر في مؤتمر صحفي، الأمر بأنه مأساة.
برد قارس
أفاد مسئول طبي في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، يوم 9 فبراير الماضي، أن 25 مهاجرًا، على الأقل، لقوا حتفهم نتيجة انخفاض في درجة حرارة الجسم، بعدما انتشلهم زورقان لخفر السواحل الإيطالي من قارب مطاطي جرفته المياه في البحر.وقال خفر السواحل في بيان له: إن زورقي دورية إيطاليين انتشلا 25 من المهاجرين بعد أن انجرف قاربهم في ظروف بحرية صعبة للغاية مع ارتفاع الأمواج إلى ثمانية أمتار واقتراب درجة الحرارة من الصفر.
اشتباكات عنصرية
ألقى مهاجرون متعصبون من نيجيريا 12 مسيحيا من قارب متجه إلى إيطاليا لمحاولة أحدهم الصلاة، أبريل الماضي.وأوضحت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن رفض المهاجر النيجيري لمطالب المتعصبين بعدم الصلاة أدى إلى شجار بينهم، ما دفعهم لإغراق الـ12 مسيحيا الموجودين على متن القارب.
مسلمو الروهينجا
بين ممر مائي بين بحر أندامان ومضيق ملقا في جنوب شرق آسيا، ترك المهربون المئات، وربما الآلاف، من اللاجئين الروهينجا من ميانمار ومهاجرين آخرين من بنجلاديش في قوارب تنجرف على غير هدى لعدة أيام من دون طعام أو ماء، مايو الماضي.ويأتي قرار المهربين بالتخلي عن بضاعتهم البشرية في أعقاب حملات شنتها السلطات في تايلاند وماليزيا للقضاء على أنشطتهم.
وقد اعتقلت الشرطة التايلاندية عدة مهربين مشتبه بهم بعد اكتشاف مقابر جماعية تحتوي على 30 جثة على الأقل في مخيم في منطقة ساداو في تايلاند، بالقرب من الحدود مع ماليزيا، أبريل الماضي.