رئيس التحرير
عصام كامل

برلمان «التائبين»!


البرلمان بمن حضر.. فـ«صبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون».. شكرًا لمن قال نعم، وشكرًا لمن قال لا.. وشكرًا لمن أبطل ومَنْ قاطع.. ولا أراكم الله مكروهًا لديكم في الاستحقاق الثالث.


الانتخابات البرلمانية أثبتت مدى ما يتمتع به الشعب من وعي.. فشكرًا للست المصرية الأصيلة التي منحت صوتها لـ«المرحوم» الحاج فرغلي.. وشكرًا لـ«جدو» المجدع الذي لم يبخل على الرئيس الأسبق «مبارك»، وأعطاه شرف البقاء في الصندوق.. وشكرًا للفنان الشعبي الكبير أحمد عدوية، الذي أدلى بصوته، مؤكدًا على نجاح الرئيس السيسي في الانتخابات النيابية..

وشكرًا لكل مَنْ أخذ رشوة، وأدلى بصوته، أو أبطله، وغمس إصبعه في الحبر الفسفوري الأقرب للون الدم.. وشكرًا للفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، التي حولت الانتخابات إلى عرض مسرحي ضاحك، أو مناحة تليق بالمرحلة الحالية.. ونعتذر للسادة الناخبين الذين تعبوا أنفسهم وبحثوا في بطاقات إبداء الرأي عن رمزي «الهلال والجمل» فلم يجدوهما.. ونؤكد لهم أن «الرموز تشابهت علينا»، وأن «أحمد زي الحاج أحمد»، وشوش متغيرة وأسماء ثابتة، ولا دايم غير وجه الله.

كما نعتذر للذين ذهبوا للتصويت وفوجئوا بأن الكشوف جعلتهم في عِداد الأموات.. والاعتذار موصول أيضًا لـ«الأموات» الذين لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم!

والشكر كل الشكر للجنة العليا للانتخابات، التي لم تُفعل تطبيق غرامة الـ«500 جنيه» على الممتنعين عن التصويت.. كما نشكر اللجنة على التزامها الحياد تجاه كل المرشحين، وعدم إظهارها «العين الحمراء» لكل مَنْ اخترق الصمت الانتخابي، أو أفسد «العرس» - بضم العين - بالمال السياسي؛ ما جعل سيادة النائب يفكر في أن يضع لافتة على ظهره، أثناء ذهابه إلى المجلس الموقر «ماتبصليش بعين رضية.. بص على إللي اندفع فيا»؛ ليمنع عنه الحسد!

ورغم السلبيات التي شهدتها العملية الانتخابية، فإن مصر نجحت في تنفيذ خارطة الطريق بإتمام الانتخابات البرلمانية.. ولكن يظل السؤال قائمًا: هل سيعمل هذا البرلمان لصالح الفقراء؟

الإجابة بأريحية تامة، وبالفم المليان، وعلى المذاهب الأربعة: لا.. فمجلس النواب علق على بابه منذ البداية لافتة «ممنوع دخول الفقراء»؛ ما يعني أن أكبر مشكلة ستواجه البرلمان هو إقرار العدالة الاجتماعية التي نادت بها «ثورة 25 يناير» الله يمسيها بكل خير!

إن مجلس النواب - بتشكيله الحالي - من الممكن أن نطلق عليه «برلمان التائبين»، فمعظم النواب الحاليين تبرأوا من انتماءاتهم السابقة، سواء من الحزب الوطني المنحل، أو من ميولهم الإخوانية أو السلفية، أو بتأييدهم السابق لأهداف ثورة 25 يناير.

وبالنسبة للحديث عن «حل البرلمان»، فرغم أنه سابق لأوانه، إلا أنه ربما يحدث في القريب العاجل، وقبل أن يُكمل فترة حمله ورضاعته.. وربما كان «مستبعدًا» طالما بقى المجلس والرئاسة «سمن على عسل»، أو يعمل بمبدأ: «يا نحلة لا تقرصيني ولا عاوز عسل منك»، وكفى الله «النواب» شر الصدام مع الرئاسة!!
***

كلام في العضل
سُئِل طبيب عن روشتة لعلاج الأوضاع في مصر، فقال: «الاقتصاد» محتاج «فياجرا»، و«الفساد» محتاج «مهدئ»، و«الإعلام» محتاج «مطهر».. و«الشعب» كفاية عليه إللي خده!
الجريدة الرسمية