رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا تتستر على تركيا


ليس مفاجئا أن تتضامن بقوة أمريكا مع تركيا، وتخرج علينا واشنطن تعلن رفضها للاتهامات الروسية للأتراك، بأنهم يبيعون النفط لحساب داعش، وبذلك يساهمون في تمويل هذا التنظيم الإرهابي الأكبر في العالم كله.. فإن أمريكا تجد أو تعتبر نفسها في مواجهة إستراتيجية مع روسيا، ليس على ساحة الشرق الأوسط وإنما في مناطق شتى في العالم، ولذلك ستقف دائما على الشاطئ الآخر الذي يقف عليه الروس.


لكن كان من الممكن أن يكتفي الأمريكان بدعم أو مساندة تركيا بدون إعلان أو بدون حماس، كما هو ظاهر الآن بعد إسقاط الأتراك عمدا طائرة عسكرية قاذفة روسية على الحدود السورية التركية.. إلا أن الأمريكان اختاروا غير ذلك..

اختاروا الوقوف علنا مع الأتراك وبحماس بالغ.. برروا إلى درجة الترحيب بإسقاطهم الطائرة الروسية، واستنفروا الناتو لدعمهم عسكريا، ودافعوا بقوة عن أنقرة ورفضوا الاتهامات الروسية للأتراك بالتورط في بيع النفط لحساب داعش، بل تورط أردوغان وابنه وأسرته تحديدا في ذلك.

وهذا يعني شيئا آخر غير أن أمريكا تخوض مواجهة إستراتيجية مع روسيا، فالمواجهة الإستراتيجية لا تعني التخلي عن الذكاء والدهاء التكتيكي مثلما فعل الأمريكان.. والشيء الآخر الذي أعنيه، هو أن بيع النفط لحساب داعش يقوم به الأتراك بعلم وموافقة الأمريكان، أو على الأقل عدم رفضهم أو ممانعتهم.. إذن يدافع الأمريكان بقوة وحماس عن الأتراك، في مواجهة الاتهامات الروسية؛ لأنهم يدافعون أساسا عن أنفسهم!
الجريدة الرسمية