«علماء المسلمين» يدعم الإرهاب!
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي ليس له لون أو طعم أو رائحة، ولا أعرف ماذا يمثل هذا الاتحاد وما هو دوره في الدعوة والدين والحياة غير إصدار الفتاوى حسب الهوى، وحسب ما يجلب من مصلحة لرئيسه القرضاوي وأعضائه من التنظيم الدولي للإخوان، والمتتبع للفتاوى التي يصدرها والتصريحات التي يطلقها القرضاوي بلسانه يدرك أنه اتحاد وهمي لا فائدة حقيقية له تخص الدين أو الدعوة، ولا يتذكر أحد قضية حسمها هذا الاتحاد، أو معركة خاضها لله وللدين!
وحتى لا أطيل على القارئ في كلام يعرفه، فقد أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الثلاثاء الماضي، بيانا قال فيه: "ندعو المسلمين - أفرادًا وشركات وحكومات - إلى الوقوف مع تركيا في قضاياها العادلة، ونفتي بوجوب دعم المنتجات التركية، واقتصادها بكل الوسائل المتاحة؛ تحقيقا للأخّوة الإنسانية والجهد الواحد".
وأضاف البيان، أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "يتابع تسارع الأحداث في المنطقة، وما آلت إليه الأمور من حيث الفوضى الهدامة بسوريا، والعراق، وما يفعله الصهاينة في القدس الشريف، وفلسطين المباركة".
الحقيقة أن اتحاد علماء المسلمين لم يقصر في مساندة الباطل، لذلك فقد قرر أن يقف إلى جانب تركيا وإلى جانب خليفة المسلمين المزعوم أردوغان، الذي لا يألو جهدا في دعم الإرهاب الدولي تمويلا وتخطيطا واستضافة وتنفيذا، كما لا يخفى على اتحاد عملاء الإرهاب العالمي، أن تركيا ورئيسها فتحوا الباب لعبور كل عتاد تنظيم داعش الإرهابي رجالا وسلاحا وأموالا، ولم تتوانِ الدولة التي تسعى للخلافة المزعومة في شراء بترول العراق وسوريا المسروق من داعش بأقل الأسعار، وتفتح أراضيها ليمر أيضا البترول إلى من يشتري بوساطة تركية.
اتحاد علماء المسلمين ورئيسه وجدوا أن تركيا تستحق الدعم وتستحق المساندة، وتستحق أن يصدر لها الاتحاد فتوى تدعو كل المسلمين في العالم إلى الوقوف معها في مواجهة روسيا وسوريا، وكنت أحسب أن يدعو الاتحاد إلى الوقوف مع الدول التي تواجه الإرهاب وليس من تدعمه، ومع الدول التي يسقط أبناؤها شهداء؛ بسبب الإرهاب الذي تدعمه تركيا وقطر بأوامر أمريكية!
أما أكثر ما أصابني بالدهشة هو ما جاء في البيان، وتحديدا تلك الفقرة (ندعو الدول الإسلامية، والشعوب المسلمة، والشركات والأفراد جميعا، إلى دعم المنتجات التركية وتقوية اقتصادها بالسياحة ونحوها، فلا يجوز شرعا ترك تركيا وحدها؛ لأن ما أصابها اليوم من المقاطعة والعزلة إنما هو لأجل وقوفها مع الحق والعدل، ومع قضايا أمتنا، مع السوريين والفلسطينيين، مع جميع المستضعفين في الأرض من الصومال إلى العراق، ومصر، وليبيا، حتى أصبحت تركيا اليوم قبلة لجميع المظلومين).
اتحاد علماء المسلمين يرى أن تركيا تقف مع الحق والعدل، وأن تركيا باتت اليوم قبلة لجميع المظلومين، وبما أن الاتحاد مصاب بعمى البصر والبصيرة، فلا بأس أن يرى دعم الإرهاب حق وعدل، وإيواء تركيا للإرهابيين قبلة للمظلومين!.. هل هناك تعاسة أكثر من ذلك؟.. وهل هناك تدليس وتلبيس أكثر من ذلك؟.. اتحاد علماء المسلمين يدعم الإرهاب متمثلا في تركيا، لكنه لا يستطيع الإفتاء بمساندة الشعب الليبي الذي تتآمر عليه قطر وتركيا، ولا يستطيع الإفتاء باعتبار داعش والإخوان – الرحم الأساسي لكل التشدد والتطرف والإرهاب – خوارج هذا العصر والأوان.
رئيس اتحاد علماء المسلمين قرضاوي، الكائن في دوحة الإرهاب، نسى ما قاله في سالف الأيام عن بشار الأسد وعن حكمه ورشاد عقله، ونسى لقاءاته مع حاخامات إسرائيل صوت وصورة، فلا عجب اليوم أن يتحدث الشيخ المخرف في السياسة ويصدر البيانات والفتاوى التي تدعم الإرهاب وتعتبره واجبا إسلاميا تقتضيه الأخوة الإيمانية - حسب البيان - الذي يدعو في النهاية إلى أن يحفظ الله تركيا من الشرور والفتن!!
يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
m.elazizi@hotmail.com