رئيس التحرير
عصام كامل

«غار» الوطني والإخوان فتمت الانتخابات نزيهة!


هي نزيهة نسبيا؛ لأنها ستكون نزيهة بشكل كامل عندما يختفي المال السياسي والرشاوى الانتخابية، وهي ظواهر لن تختفي إلا بارتفاع نسبة الوعي والتعليم والوضع الاجتماعي.. إنها الديمقراطية الاجتماعية التي يجب أن تسبق الديمقراطية السياسية، كما قال الزعيم جمال عبد الناصر، الذي ظلوا يهاجمونه بسبب رؤيته التي تأكدت طوال الأربعين عاما الماضية!


المهم.. نتحدث هنا عن دور الدولة.. التي اختفى تزويرها المبكر بالتدخل الإداري لمصلحة مرشح في مواجهة مرشحين آخرين.. كان نواب الحزب الوطني الحاكم المتحكم سابقا في شئون البلاد والعباد، هم وحدهم من يستطيعون قضاء حوائج الناس.. لا ليدخلوا الجنة بطبيعة الحال وإنما لدخول البرلمان.. هم وحدهم من يحصلون على تأشيرات التعيين والوظائف والنقل بالدرجة أو من غير الدرجات الوظيفية، وطلبات النقل والندب من مصلحة إلى أخرى أو داخل المصلحة ذاتها.. هم وحدهم القادرون على الحصول على تأشيرات العلاج على نفقة الدولة والالتحاق لأبنائهم والأقرباء المخلصين بالوظائف العليا للبلاد.. التي اتسعت لتشمل الكهرباء والبترول والمالية بشقيها الضرائب والبنوك.. أما أبناء الغلابة خارج أي حسابات وكل حسابات.. وضرب في مقتل مبدأ تكافؤ الفرص وهو أهم صور العدل الاجتماعي، رغم أن الجميع مرشحون، ومنافسيهم والباحثين عن الوظائف أبناء شعب واحد يعيشون في بلد واحد لا ينبغي أن يميزهم إلا المعايير الأكثر عدلا.. الكفاءة وحسن السمعة!

رحل الحزب الوطني.. وجاء الإخوان إلى السلطة.. وجلس إرهابيون والحاصلون على مؤهلات متوسطة في وظائف عليا.. وفجأة.. وإذ بمكاتب كبار المسئولين في الوزارات والمحافظات وحتى مجالس المدن تعيد المشهد من جديد وتفتح أبوابها بل حتى نوافذها لكوادر الإخوان، وهم بعد نجاحهم بقليل اعتدوا على مخالفيهم وحطموا منصاتهم وأصدروا الإعلان الدستوري الفشكوري الأهبولي المجنون، ليؤكدوا بشكل قاطع، أنهم لا يعرفون عن الديمقراطية شيئا!

الآن اختفى هؤلاء وأولئك.. فأصبحنا نرى لأول مرة سيدات ومسيسين ينجحون ويكتسحون في دوائر أغلبها رجال ومسلمون في حالة وعي - حتى لو نسبيا - غير مسبوقة!

تحدثوا عن أسماء كثيرة ترفضونها، ولكن هناك أيضا أضعافهم من الأسماء الرائعة والشريفة.. ويبقى أبرز ما في المشهد أن التزوير المباشر وغير المباشر من السلطة صار نكتة قديمة لا محل لها لا من الواقع ولا من الضحك!
الجريدة الرسمية