رئيس التحرير
عصام كامل

مروان المعشر: دول الوطن العربي«أوعية شبه فارغة»

مؤسسة فلسطين الدولية
مؤسسة فلسطين الدولية

ضمن النشاطات الثقافية في "مؤسسة فلسطين الدولية"، قدم الدكتور مروان المعشر، مساء أمس، ندوة تحت عنوان "التحديات الأبرز التي تواجه الأردن في السنوات القادمة".


وقال المعشر أن العديد من الدول القطرية في الوطن العربي كانت أوعية شبه فارغة لأنها بنيت على اسس ضعيفة فبدلا من بناء مؤسسات ديموقراطية ومفاهيم حديثة للهويات الوطنية والمواطنة استيعض عن ذلك بأنظمة فرضت الاستقرار الأمني بالقوة.

وأضاف أنه في عام 2002 أصدرت الأمم المتحدة تقريرا حول التنمية البشرية في العالم العربي والذي اعتبر "صفارة الانذار الأولى" وكان أول محاولة فكرية لتعريف التحديات الرئيسية التي تواجه الوطن العربي والتي لخصت انذاك بثلاث فجوات "فجوة المعرفة، والحريات السياسية، والنظر نحو المرأة".

وأشار المعشر أنه قد حان الوقت لجهد عربي ودولي للتوقف عن المقاربة التي تعتمد المساعدات الإنسانية فقط للاجئين والاستعاضة عنها بمقاربة تنموية تساعدهم على تمكين انفسهم بالعمل والعلم لمقامة اغرائات التنظيمات المتطرفة العقائدية.

وأكد المعشر أن الاستقرار الحقيقي لا يعتمد على الأمن وحده وانما على التنمية السياسية والاقتصادية أيضا وعلى مفهوم حداثي للهوية الوطنية الجامعة التي تسمو على أية هوية فرعية وعلى مفهوم حداثي أيضا للمواطنة تشعر من خلاله كافة مكونات المجتمع بأن حقوقهم محفوظة لا يتغول عليها أحد.

ونوه المعشر ما نحتاجه في الوقت الراهن هو بناء نظام من الفصل والتوازن يتم بموجبه الالتزام بالتداول السلمي للسلطة فلا يحتكر حزب السلطة ويحتكم في الظروف كافة لصندوق الاقتراع يحترم ويسلم نتائجه فيصبح الفيصل الذي يعكس إرادة الشعب هو الصندوق.

واردف المعشر أن تونس وحدها من الدول التي مر عليها الربيع العربي خطت خطوة مهمة في مجال طمأنة شرائح المجتمع على نظم حياتها فيما تحتدم المعارك والاضطرابات في مشرقنا العربي وأن تونس تظهر اليوم أن المعركة الحقيقة معركة من أجل التعددية وأن تونس علمت الجميع كيف يمكن الوصول إلى دستور توافقي.

واختتم المعشر بأنه يكفي ثلاث صفارات انذار لأنه لا أحد يتخيل كيف سيكون شكل الصافرة الرابعة وان الاستقرار الحقيقي والطبيعي لا يعتمد على الأمن وحده ولأن المقاربة الأمنية بمعناها الضيق ليست كافية للازدهار.
الجريدة الرسمية