رئيس التحرير
عصام كامل

وحيوا معانا الإمارات !


ليس غريبا أن يتنبَّأ جمال عبدالناصر بزعامة الشيخ زايد وعروبته وقوميته، قبل رحيله، فيؤسس الشيخ زايد بالفعل بعدها بسنوات قليلة، وفي مثل هذا اليوم من العام 1971، دولة الإمارات العربيه المتحدة، لتكون التجربة الثانية للوحدة العربية في عصرنا الحديث، ولكن هذه المره يكتب لها النجاح.. وندعو لها بالمزيد من النجاح.


الأولى كانت بين مصر وسوريا، ولم تستمر لأسباب عديدة.. والثانية استفادت من أخطاء الأولى، واستفادت أيضا من الوحدة الجغرافية للإمارات السبع المكون منها الاتحاد العربي للدولة الشقيقة!

كثيرون نشأوا ودولة الإمارات الشقيقة أمامهم، لا يعرفون أنها نتاج تجربة اتحادية رائعة وناجحة.. وكثيرون لا يعرفون أن الدولة المتحدة تشكلت باتحاد فيدرالي، تمثله حكومة واحدة، مع استقلال محلي للإدارة في كل إمارة.. ولذلك نجد الشارقة ونعرف دبي ونتعامل مع أبوظبي، وكلها إمارات يتشكل منها الاتحاد "الإماراتي"، فضلا عن إمارات رأس الخيمة والفجيرة وعجمان وأم القوين!

ما بين مصر والإمارات حالة خاصة.. لا تحكمها بروتوكولات ولا قواعد للقانون الدولي، وطبعا لا يحكمها ميثاق الجامعة العربية.. كانت العلاقة قوية بين الشيخ خليفة وجمال عبدالناصر.. بين زعيم العرب وبين من حافظوا بعده على العروبة في جوهرها النقي الصافي!

وبقيت العلاقات بين الشعبين، بعد الشيخ خليفة وبعد عبدالناصر، حتى ساهمت إمارات الشيخ زايد في نصر أكتوبر، وتحملت نصيبها في ضريبة المعركة وفي دعم الشقيقة الكبرى.. وتتغير السياسات المصرية بعد عام 77، وتسير على غير المتوقع، إلا أن علاقات الشعبين لا ولم تتغير.. مصر هوى كل إماراتي وإماراتية.. والإمارات الموطن الثاني الآمن للعمل ولتأمين الحياة لملايين المصريين.. راحوا وعملوا وعادوا دون مشكلة واحدة وبغير أزمة واحدة، إلا كتلك التي تقع بين المصري والمصري وبين الإماراتي والإماراتي.

الإماراتيون شعب طيب.. أخذ من الصحراء أجمل ما فيها: الصبر والكرم والقدرة على العطاء.. ولكنه أثَّر فيها أكثر مما أثرت به، فحوَّل بلده إلى قِبلة كونية، تلتقي فيه التجارة مع الفن والاقتصاد مع السياسة والناتج ثروة هائلة.. أثمن من البترول والغاز واللؤلؤ وكل ثروات الخليج.. أثمرت الإنسان الإماراتي المتعلم المثقف الفنان الرقيق الملتزم عن رضا وعن وعي بالقانون المتحضر، في سلوكه، وفي مسلكه المستنير المتأهب، من الآن، لحقبة ما بعد النفط!

في مثل هذا اليوم، تأسست الإمارات العربية المتحدة.. حياها الله وحيا شعبها العزيز الغالي، وحيا مؤسسها الشيخ زايد والشيخ راشد آل مكتوم، ومن شاركهم في تأسيس اتحاد عربي نموذجي، ندعو الله أن يكون يوما هاديا ومرشدا ودليلا لوحدة كل العرب!

الجريدة الرسمية