رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء: تصريحات المسئولين بعدم معرفة مصدر البقعة الزيتة "مضحك"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أثار ظهور بقعة من الزيت علي الخط الملاحي لنهر النيل الكثير من المخاوف لدي علماء البيئة والمسئولين من حدوث كارثة بيئية تهدد الثروة المائية  والسمكية واعرب العديد من العلماء والمتخصصين  عن تخوفهم من تكرار مثل هذة الحوادث فى ظل عدم قدرة مصر على مواجهة هذة المخاطر البيئية .

قال الدكتور خالد القاضي أستاذ العلوم البيئية لــ"فيتو"  أن بقعة الزيت عبارة عن مواد هيدروكربونية مسرطنة شديدة الخطورة وتعتبر من أهم العوامل المُسببة لإنتشار مرض السرطان وشدد على ضرورة العمل علي حصر هذه البقعه بأسرع وقت ممكن وعلي الرغم من أن التحقيقات الاولية لم تنته بعد إلا أن الأمر بالفعل في غاية الخطورة لما له من الأثر السيئ والخطر علي الصحة الإنسانية والسمكية فقد يكون ظهور البقعة علي هذه المساحة أحد الدلائل التي تبشر بكارثة بيئية خطيرة . 

و أكد خبير المياه والمستشار السابق لوزير الري الدكتور ضياء الدين القوصي أن ظهور كارثة بيئية بهذا الحجم أمر متوقع خاصة في ظل التصريحات الحكومية والتشدق بالتنمية دون دراسات علمية دون إحكام الرقابة علي المسطحات المائية التي أصبحت أكثر عُرضة للملوثات أكثر ما كانت علية في ظل النظام البائد وخاصة في ظل غياب الدور الرقابي الذي من المفترض أن يحاسب ويراقب كل من يقوم بتلويث مياة النيل . 

واشار إلى أن  ظهور بقعة زيت أسوان أمر مثير للضحك والشفقة في نفس الوقت، متسائلاً "كيف لبقعة بهذا الحجم لم يتم التعرف علي مصدرها حتي الآن "، موضحاً أن المسببات كثيرة ومتنوعة فقد تكون بسبب إحدى العبارات السياحية أو المراكب الناقلة لصهاريج المواد البترولية التي تلجأ إلى تفريغ مخلفاتها في مياه النيل مستغلين الغياب الرقابي وتباطؤ الحكومة في تفعيل الدور التنموي لمثل هذه المناطق أو قد تكون البقعة ناجمة عن أحد المنشآت الصناعية المتواجدة بالقرب من منطقة ظهور البقعة الزيتية.

وأضاف خبير المياه أن الخطورة التي تشكلها البقعة ليست مقتصرة على حياة الإنسان وحدة من تسمم ولكنها تمدد لتهدد كيان اقتصادي بأكمله بسبب تشكيل الخطورة على الثروة السمكية.

كما أبدى القوصي استنكاره للتباطؤ في حل هذه المشكلة فكيف لبقعة زيت "توقف البلد" فيجب العمل بأقصي سرعة للحد منها والتخلص من أسرها الذي يهدد الاقتصاد وحياة المواطنين في وقت واحد.

فالحلول موجودة ومتاحة ولكن التباطؤ غير مفهوم فيمكن التخلص من البقعة من خلال عمل عائق أمام هذه البقعة من خلال البراميل ودفعها للشمال وسحبها بالــ"كشط" أو من خلال المعالجة الكيميائية لها والطريقة الأخيرة قد تكون بدائية بعض الشيء ولكنها فعالة بشكل جيد من خلال التعامل مع البقعة باستخدام قش الأرز بحيث نقوم بنشر كمية من قش الأرز علي البقعة وبدوره يقوم بامتصاصه والتخلص منها.

"المصيبة عاوزين نعمل تنمية واحنا مش جاهزين" جملة استكمل بها خبير المياه والري ضياء الدين القوصي حديثه مؤكداً إلى أن المستبب والمتهم الأول في ظهور مثل هذه الكوارث البيئية في المقام الأول هي الحكومة التي تسعي لعمل التنمية والتشدق بهذا المصطلح دون دراسته وإحكام الرقابة عليه ولعل أبسط مثال على ذلك بحيرة ناصر التي يوميا ما نسمع عن نية الحكومة لعمل المشروعات التنموية بها حيث أكد القوصي أنه في حالة عمل مشروع التنمية بالبحيرة في ظل التفكير الحالي سيؤدي إلى تلوث مياه الشرب بالقطر المصري كله.

ومن ناحية أخرى أكدت وزارة المرافق مياه الشرب والصرف الصحى  فى بيان لها عن آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بتحرك بقعة الزيت الموجودة بمجرى نهر النيل والتى يصل قطرها إلى 5 كم ،وأعلنت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى أنه تم أخذ عينات من معملها المرجعى والمعمل المركزى ومعامل المحطات بشركة مياه أسوان، وتم التأكد من سلامة المياه وسيتم إعادة ضخ المياه فى عدد ست محطات لمياه الشرب بأسوان كانت متوقفة منذ مساء الأمس فور ظهور نتائج تحاليل معامل وزارة الصحة، وذلك حرصا على سلامة وصحة المواطنين.

وعلى صعيد آخر كانت قد تحركت اليوم بقعة الزيت نتيجة لشدة التيار المائى إلى مياه الأقصر ، وعليه تم إيقاف ضخ المياه من  محطة إسنا كإجراء إحترازي حتى لا تتأثر مياه المحطة بالبقعة، مما دفع المسئولين إلى قطع المياه عن المحافظة مما هدد الجزء الشمالى من المحافظة التابع لمركز إدفو والذى يضم البصيلية والسباعية بكارثة بيئية حقيقية.

كما أعلنت وزارة الرى انتهاءها من تفتيت بقعه الزيت وزوال خطورتها ويبقى مسلسل التسرب الزيتي المسرطن لمياه النيل قضية عالقه وحلوله مفقودة رغم مخاطره  على مصر.

 

الجريدة الرسمية