رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر: فخور بوجودي في جامعة القاهرة

الكتور احمد الطيب
الكتور احمد الطيب شيخ الازهر

قال فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إنه فخور بوجوده في جامعة القاهرة التي خرجت الكثير من رواد النهضة في مصر والعالم، موضحا أنه كان حائرا في اختيار موضوع يتحدث عنه أمام طلاب الجامعة، وأنه تردد في مخاطبتهم عن الشباب والعمل أو الشباب والعمل واللا مبالاة، أم عن الشباب والحقوق والواحبات، مؤكدا أن الحضارة الإسلامية أحدث الحضارات وأكثرها تأثيرًا في حياتنا.


وأضاف شيخ الأزهر، خلال كلمته في اللقاء المفتوح بينه وبين عدد من طلاب الجامعات المصرية، المقام بمبنى القبة الرئيسي لجامعة القاهرة، اليوم الثلاثاء، أنه لا ينبغي أبدا أن يذهب الشباب عن البعد الحضاري الذي يتميزون به عن شباب العالم أو تاريخ مصر العميق، ومعدنهم النبوي، وحضارة قدماء المصريين والمسيحية والعربية، مؤكدا أن الفرق بين الشباب الغربي والعربي يتضمن أمرين الأول هو أن حضارات الدنيا كلها أحدث من الحضارة المصرية، قائلا "زاراني رئيس كنائس الصين وسألته أي الحضارتين أقدم مصر أم الصين فرد دون تردد بأن حضارة مصر هي الأقدم، وجاء في بالي أن الصين متقدمة على الرغم من قدم حضارتنا عنها".

وأوضح «الطيب»، أن الفرق الثاني يكمن في أن الشباب يرفض التعامل مع حضاراته القديمة، عكس الشباب في حضارتنا الإسلامية والمصرية، مضيفا "إذا كان من الإنصاف والعدل أن نعترف بالحضارات الغربية بتحرير الإنسان من البغي والظلم، والنهضة الغربية والصناعة، فلابد من الحق أن يسجل عليها أنها خلقت ما يشبه الأزمة أو الفوضى بالنسبة للإنسان في العصر الحديث، ولابد أن نتلفت حولنا لندرك مدى خطورتها على العالم العربي، وأن حضارات الشباب العربي الأصيلة تستلهم مسارها من عميق الزمن على أسس صحيحة".

وأشار شيخ الأزهر، في كلمته للشباب إلى أنه "لا ينبغي أن تذهلوا عن ميراثكم الحضاري الذي تتميزون به عن بقية شباب العالم أو تتناسوا معدنكم النبيل الذي تضربون بجذوره في قديم الأزمان والآباد، أو تاريخكم العريق الذي صنعكم وصنعتموه"، مضيفا "أنتم شباب مصر من بين سائر شباب العالم، تسندون ظهوركم إلى حضارات أصيلة تجري في دمائكم وعروقكم وهي حضارة قدماء المصريين، والحضارة المسيحية في مصر، والحضارة الإسلامية والعربية".

وأوضح شيخ الأزهر، أن البتر المتعمد بين التراث والمعاصرة، كان سببًا في خلق أجيال حديثة تنتمي إلى تغيرات الزمان وتبدلات المكان، بأعمق مما تنتمي إلى فلسفة المبدأ والأنموذج، بعد أن محت هذه الأجيال من ذاكرتها تراث القرون الوسطى بكل كنوزه العلمية والمعرفية، وبكل آثاره التي لم تعد تمثل شيئًا ذا بال في خيالهم وذاكرتهم.

وأشار الطيب إلى أن الحضارة الإسلامية، التي هي أحدث الحضارات الشرقيةِ، وأعمقُها أثرًا في نفوسنا، وتشبه المثلث المتساوي الأضلاع، وهذه الأضلاع هي: الوحي الإلهي، والعقل المنضبط بالوحي، والأخلاق، مطالبا من الشباب بحفظ القرآن قائلا "نصوص القرآن في السطور وفي الصدور مكن لروح الحضارة الإسلامية وتظل صامدة في معارك التطور، وتبقى على قيد الحياة حتى يوم الناس هذا، رغم ما أصابها من تراجع وتقهقر، ورغم ما يوجه إليها من ضربات قاسية، من الداخل ومن الخارج على السواء، ولو أن أمة أخرى تعرضت حضارتها لما تعرضت له حضارة المسلمين لتلاشت وأصبحت في ذمة التاريخ، منذ قرون عدة".
الجريدة الرسمية