مسعود الضاهر: الأصولية ظاهرة تجتاح جميع الأديان
قال الكاتب اللبناني "مسعود الضاهر" في مستهل كلمته، بندوة مناقشة كتاب "تصدعات مركز الحضارة الإنسانية عبر الأزمنة" لنبيه الأعور، بثالث أيام معرض بيروت الدولي للكتاب بدورته الـ 59، أن المؤلف انطلق في بداية موسوعته من إشكاليات هامة تمحورت حول الموضوعات التالية:
أولا: إشكالية دور القيم الأخلاقية في بناء السلوك الحضاري، ثانيا: إشكالية التمايز بين الثقافة والحضارة، ثالثا:إشكالية دمج الحضارة أو الثقافة بالدين، حيث أكد المؤلف على أن الأصولية مجرد ظاهرة تجتاح مختلف الديانات، سواء اليهودية منها، والمسيحية، وبالتالي ليست من صلب الحضارة الإسلامية بل هي النقيض لكل ما هو حضاري فيها.
وأشار" الضاهر" إلى أن الأعور أخذنا في جولة ممتعة بتاريخ الشعوب ذات الحضارات العريقة التي قدم نماذج متنوعة منها؛ ليتوصل إلى استنتاج هام رأى فيه أن البشرية تسمو بسمو حضاراتها، وغالبا ما تتراجع عدوانية الشعوب المنتجة للحضارة والمتمسكة بالقيم الأخلاقية، أما العدوان والتوحش، بالمفهوم الخلدوني، فلا ينبثقان من الحضارات القوية الواثقة من قدرتها على الاستمرارية، بل من هيمنة جماعات تتمسك بذهنيات موروثة أو عصبيات قبلية أو دينية أو عرقية لم تبلغ درجة التحضر، أو لم تعرف أصلا الحضارة وفق التعريفات العلمية لخصائصها.
واعتبر "الضاهر" أنه في هذه المرحلة البائسة من تاريخ لبنان المعاصر والتي تشهد تدمير الفرد والمجتع والدولة في آن واحد، تضمن كتاب نبيه الأعور مرارة سوداوية تعبر عن نكبة اللبنانيين والعرب بحكام لم يعرفوا معنى الحضارة وقيمها، وتقاعسوا عن دعم رموز الحضارة العربية بأبعادها الإنسانية في عصرها الذهبي، وحاربوا كل أشكال الإبداع، والرأي الحر، والكلمة الجريئة، وثقافة التغيير داخل دولهم، فتراجعت الثقافة العربية، وشح الإنتاج باللغة العربية، وبات التراث العربي المعاصر مجرد شعارات خادعة تدعو إلى ماض مجيد لم يستفد منه أهله.