رئيس التحرير
عصام كامل

«الأزهر والكنيسة» يجتمعان على تكفير يوسف زيدان.. ينكر الإسراء والمعراج ويشكك في مكان المسجد الأقصى.. ومطالب تدعوه للتوبة أو المحاكمة واتهامات بالخروج عن الملة.. والكاتب يرد: شاهدوا الحلقة جي

الكاتب يوسف زيدان
الكاتب يوسف زيدان

تبدو "التصريحات النارية" هي سيدة الموقف، والتراشق بالاتهامات اكتسح ساحة المعركة بين الكاتب يوسف زيدان، وعدد من الأدباء المصريين إضافة إلى رجال الكنيسة والأزهر في مصر، عقب التصريحات الأخيرة لزيدان خلال استضافته في برنامج "القاهرة اليوم"، أمس، مع الإعلامي عمرو أديب.


لم تترك تصريحات زيدان أحدًا في شأنه، فطال كلامه القاصي والداني، وحملت تصريحاته نوعًا من الشطط الكبير الذي استاء منه الجمهور، وفي سابقة هي الأولى من نوعها اجتمع الأدباء والكنيسة والأزهر على رأي واحد، وهو رفض ما أبداه زيدان في تصريحاته، واتهامه بالخروج عن الدين بإنكاره لرحلة الإسراء والمعراج.

إنكار الإسراء والمعراج

وأنكر زيدان- خلال المقابلة- مكان وجود المسجد الأقصى في فلسطين، قائلا: إن اتجاه القبلة كان جهة الشمال في يثرب، ثم تم تغييرها إلى الجنوب تجاه الكعبة، مؤكدًا على أن المسجد الأقصى ليس أحد القبلتين الشريفتين، إضافة إلى إنكاره وجود الديانة المسيحية قبل عام 70 ميلادية وأن الأناجيل كتبت في الفترة من 70 إلى 120 ميلادية، مؤكدًا أن كلمة القدس هي مفردة عبرانية لا تمت للمسيحية بصلة.

الكاثوليكية

تصريحات يوسف زيدان كانت بمثابة الصاعقة التي نزلت على رجال الدين في مصر، لينتفض كلا العنصرين للرد والمدافعة عن دينه وعقيدته، فقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية رفيق جريش: إن الكتاب المقدس بعهديه الجديد والقديم، لم يذكر فيه سوي اسم أورشليم أي مدينة السلام، ولم يذكر مطلقا كلمة «أليا»، حتى اليهود الذين عاصروا المسيح لم يتلفظوا بهذه الكلمة.

وتساءل جريش في تصريح لـ«فيتو»، عن مصدر تصريحات الكاتب يوسف زيدان التي قال فيها إن مدينة أورشليم لم تكن موجودة في المسيحية قديما، وطالبه بالإفصاح عن مصدر تصريحاته سواء كانت وثيقة أو كتابا تاريخيا أو إنجيلا، مؤكدا أن الهيكل الذي أنكر زيدان وجوده، تم بناؤه وهدمه ثلاث مرات، وآخر مرة هدم فيها كانت سنة 70 ميلاديا على يد القائد الروماني تيطوس.

خروج عن الملة

ليست الكنيسة وحدها من ردت على زيدان، وإنما أصدر الأزهر بيانا يقول فيه: إن من ينكر الإسراء والمعراج يكون خارجًا من ملة الإسلام لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة، وأن من ينكر "الإسراء" فهو خارج من ملة الإسلام، أما من ينكر "المعراج" فهو فاسق، وأن المسجد الأقصى ثابت في القرآن، ومن ينكر وجوده بالإسلام فقد أنكر معلوما من الدين بالضرورة.

وانتقد عدد كبير من المثقفين الكاتب يوسف زيدان، وطالبوا اتحاد كتاب مصر، بفصله وإصدار بيان صحفي للرد على تلك التصريحات التي تؤدي إلى الفتنة، والخروج من ملة الإسلام.

فصل ومحاكمة

وشارك الأدباء والمثقفون في رفض تصريحات زيدان، حيث تقدم الشاعر محمد ثابت، مؤسس شعبة الفصحى باتحاد كتاب مصر، بطلب إلى مجلس إدارة الاتحاد، بالتدخل واتخاذ اللازم نحو الكاتب يوسف زيدان، عضو الاتحاد لما بدر منه من تصريحات في أحد البرامج التليفزيونية ينكر فيها الإسراء والمعراج والمقدسات المسيحية.

وقال ثابت في طلبه المقدم إلى مجلس الإدارة: "زيدان أنكر الإسراء والمعراج والمقدسات المسيحية، وكذلك وجود الديانة المسيحية عام 70 ميلادية"، مؤكدًا أن زيدان يدعم الدولة الصهيونية من خلال تصريحات تشكك في ثوابت الإسلام والمسيحية ولا تخدم غير الكيان الصهيوني، وهذا موثق في حواره مع الإعلامي عمرو أديب في قناة عربية.

وطالب مجلس إدارة الاتحاد أن يتخذ قرارا بفصل هذا العضو الذي يستهين بالأديان، فيما طالبه بعض الإعلاميين والأدباء بالتوبة النصوحة والعودة إلى الله، ليدعو آخرون بمحاكمة زيدان على أفكاره وإثارته للرأي العام بتصريحاته العارية من الصحة.

رد أخير

وبعد صمت طويل خيم على الموقف، طالب زيدان المطالبين بفصله من اتحاد كتاب مصر، مشاهدة حواره جيدًا، قبل أن ينساقوا وراء بعض المواقع والصحف التي تقتطع جزءا من سياق حديثه مما يؤثر على المعنى، ورفض إصدار بيان ردا على المطالبين بفصله من الاتحاد ليفوت عليهم فرصة الشد والجذب، ونفي علمه بمن تقدم بطلب فصله من الاتحاد.

وأكد «زيدان» - في تصريح خاص لـ« فيتو»- أن مدة الحوار كانت ساعة ونصف الساعة، اقتطع منها بعض الكلمات،وتم سؤال بعض الكتاب دون أن يشاهدوا الحلقة، وأشار إلى أنه كان يتحدث عن زيارة البابا للقدس، وجهل بعض الناس التي تنتقد تلك الزيارة، وتكلم عن بعض المصطلحات التي لها أصل في اللغة العبرانية.
الجريدة الرسمية