السيسي يلقي كلمة ثانية في قمة المناخ.. يستعرض مبادرتين في مجالي التكيف والطاقة المتجددة.. يطالب بمساندة جهود أفريقيا في التصدي لتداعيات تغير المناخ.. والمساعدة في التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في لقاء دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لبحث ظاهرة التكيف مع آثار التغيرات المناخية.
وألقى الرئيس السيسي كلمة ثانية خلال الاجتماع عبر خلالها عن موقف القارة الأفريقية الداعم للتوصل إلى اتفاق ملزم حول تغير المناخ يتسم بالموضوعية ويراعي حقوق كل الأطراف ويقوم على مبدأ المسئولية المشتركة وتباين الأعباء بين الدول المتقدمة والنامية في التخفيف من حدة التغيرات المناخية والتكيف معها.
تنظيم الحدث
وبدأ الرئيس السيسي كلمته قائلا: «أود بداية أن أتوجه بالشكر إلى سكرتير عام الأمم المتحدة على تنظيمه هذا الحدث المهم، ويسعدنى أن أتحدث في هذا اللقاء عن الأولويات الأفريقية، فيما يتعلق بالتأقلم والتكيف مع التغيرات المناخية».
تغير المناخ
وأضاف السيسي، إن «إعطاء الاهتمام اللازم لقضية التكيف مع آثار تغير المناخ يعد من المطالب الثابتة للدول الأفريقية، ومن هنا تأتى أهمية هذا الاجتماع الذي يعكس أهمية تحول النظرة العالمية إلى قضية التكيف وتزايد الاهتمام بها، بعد سنوات من تراجع هذا الاهتمام، وذلك في ضوء ما يجب أن يمثله التكيف من مسئولية دولية يتعين على العالم أجمع التكاتف للتعامل معها».
النشاط الاقتصادي
وأكد السيسي، أنه «يمثل التكيف مع آثار تغير المناخ، تحديًا هائلا بالنسبة للقارة الأفريقية، إذ تمتد تلك الآثار للعديد من المجالات الضرورية للحياة وللنشاط الاقتصادى، وفى مقدمتها المياه والزراعة والصحة والطاقة والبنية الأساسية وحماية السواحل والحفاظ على التنوع البيولوجى، في الوقت الذي تفتقر فيه القارة الأفريقية للموارد اللازمة للتعامل مع كل تلك التحديات، وزيادة معدلات التنمية في الوقت ذاته».
برنامج الأمم المتحدة
وأشار الرئيس، إلى أنه «وكما ذكرت في كلمتى اليوم أمام المؤتمر، فقد كشف تقرير صادر مؤخرا، عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة بشأن أنشطة التكيف في أفريقيا، عن أن الدول الأفريقية ستواجه فجوة تمويلية فيما يتعلق بتنفيذها لخطط وبرامج التكيف مع تغير المناخ، لا تقل عن 12 مليار دولار سنويا حتى عام 2020، تتضاعف بعد ذلك باستمرار».
العدالة
وأوضح السيسي، أنه «إضافة لما سبق، فإن العدالة والإنصاف يقتضيان تقديم كل أوجه الدعم الدولى من تمويل وتكنولوجيا وبناء للقدرات، ونقل للخبرات لمساعدة الدول الأفريقية على مجابهة الأعباء المرتبطة بالتكيف مع تغير المناخ، لاسيما أن أفريقيا هي الأقل تسببا في الإنبعاثات الحرارية، والأكثر تضررا من تداعياتها، كما أن عدم توصل الجهود الدولية بقيادة الدول المتقدمة، إلى المستويات المطلوبة يزيد من تفاقم مشكلة التكيف ومن أعباء الدول الأفريقية للتعامل معها».
التحديات
وأكد الرئيس السيسي، أنه «نتيجة لتلك التحديات، قامت مصر في شهر يونيو الماضى، في سياق توليها مسئولية تمثيل المصالح الأفريقية إزاء تغير المناخ، على المستويين الرئاسى والوزارى بتنسيق جهد قارى لبلورة مبادرة أفريقية للتكيف تهدف إلى تعبئة الدعم الدولى لأنشطة التكيف والخسائر والأضرار في أفريقيا جنبا إلى جنب مع المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة، بما يعكس الدور القيادى والفاعل لأفريقيا، ومساهمتها في الجهود الدولية الخاصـة بالتصدى لتغيــر المناخ، وقد تلقت المبادرتان مؤخرا دفعة كبيرة من جانب لجنة القادة الأفارقة الخاصة بتغير المناخ».
المبادرة
وأضاف السيسي، أنه «وتهدف المبادرة الأفريقية للتكيف، إلى تعبئة الدعم الدولى لتعزيز الأنشطة ذات الصلة في أفريقيا، حيث تتأسس المبادرة على أربع دعائم رئيسية وهى: تعزيز وتطوير البنية التحتية الخاصة برصد التغيرات المناخية والتنبؤ بها، ودعم السياسات والمؤسسات الوطنية ذات الصلة، ودعم وضع وتنفيذ مشروعات محددة وملموسة في مجال التكيف، وتعبئة التمويل والاستثمارات العالمية والمحلية لهذا الغرض».
التنسيق
وأشار السيسي، إلى أنه «وتولى المبادرة في هذا السياق، أهمية لتعزيز التنسيق والتعاون الإقليمى، فيما بين الدول الأفريقية بالنسبة لتنفيذ أنشطة التكيف لتعظيم المنافع المشتركة، وتجنب وقوع أية أضرار جراء تلك الأنشطة، خاصة أن آثار تغير المناخ بطبيعتها عابرة للحدود».
وفى الختام، قال السيسي: «أود أن أنتهز هذه المناسبة لأوجه الدعوة لكل الدول والمنظمات الدولية والإقليمية المشاركة معنا اليوم، لتقديم الدعم اللازم لهاتين المبادرتين في مجالى التكيف والطاقة المتجددة، وكذلك دعم جهود الدول الأفريقية للتصدى لتداعيات تغير المناخ بما يحقق الإزدهار والرخاء لدول وشعوب القارة الأفريقية».