رئيس التحرير
عصام كامل

كتاب جديد: بوش وبلير تجاهلا تحذيرات مانديلا وأصرا على غزو العراق

فيتو

كشف كتاب جديد صدر في جنوب أفريقيا أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير تجاهلا تحذيرات الزعيم " مانديلا" ورئيس جنوب أفريقيا "تابو مبيكي" وأصرا على غزو العراق عام 2003، رغم تسلمهما تقرير موثق من فريق التفتيش الجنوب أفريقي، يؤكد خلو العراق من أي أسلحة دمار شامل.


وقال الصحفي الجنوب أفريقي "جون ماتسيون" في كتابه الجديد" رب،جواسيس،أكاذيب":" أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير كانا يصران على غزو العراق رغم وجود تقرير موثق من مفتشي جنوب أفريقيا يؤكد خلو العراق تماما من أسلحة الدمار الشامل.

وأشار "ماتسيون" إلى أن رئيس جنوب أفريقيا الأسبق"تابو مبيكي" حاول إقناع "بلير" والرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن بخطورة إسقاط صدام حسين،لأنة سيكون خطأ إستراتيجيا فادحا،قد يؤدي إلى تخريب المنطقة لكنهما أصرا على الحرب.

ونقل الكتاب عن "مبيكي" قوله:"ناشدت كل من بوش وبلير بضرورة الإصغاء لصوت العقل وتقارير خبراء المفتشين الدوليين وعرضت عليهم أن لعب دور الوسيط بينهما وبين الرئيس العراقي صدام حسين من أجل السلام العالمي لكنهما رفضا.

وكانت جنوب أفريقيا قد أرسلت فريقا خاصا من المفتشين الدوليين لتحقيق في المزاعم الأمريكية البريطانية حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل.
وقام فريق التفتيش بزيارة جميع المواقع العراقية المشتبه بها والتي ورد ذكرها في الادعاءات الأمريكية البريطانية.

وقدمت الحكومة العراقية بتعليمات من صدام حسين كل التسهيلات وكل المعلومات المطلوبة لفريق التفتيش، الذي أكد عدم امتلاك العراق لأي أسلحة نووية أو كيميائية أو بيولوجية وتم تقديم نسخة من التقرير إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والأمم المتحدة ومجلس الأمن بناء على تعليمات من الرئيس تامبو مبيكي في ذلك الوقت.

وفي يناير 2003 قام الرئيس "تابو مبيكي" بإرسال فريق الخبراء إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس بوش ومسئولي الإدارة الأمريكية في محاولة جديدة لإقناعهم بخلو العراق من أسلحة الدمار الشامل لكن بوش وإدارته صموا أذانهم عن سماع الحقائق.

وفي الأول من فبراير 2003 التقي الرئيس "تابو مبيكي " بـ"توني بلير" في منزله الريفي بمنطقة "بوكنهامشير" وحاول إقناعه على مدى ثلاث ساعات بخلو العراق من أسلحة الدمار الشامل،لكن بلير كان مصرا على غزو العراق وأبلغ "مبيكي " أنه سيدخل الخرب جنبا إلى جنب مع جورج بوش.

وحذر "تابو مبيكي" خلال لقاء "بلير" من خطورة إزاحة صدام حسين وحزب البعث،لأن هذا الأمر سيؤدي إلى ظهور مقاومة وطنية في كل الأراضي العراقية،قد تسبب خسائر كبيرة لقوات التحالف،وقد ينتهي الأمر بانهيار العراق وانتشار الفوضى في منطقة الشرق الأوسط.

وحاول الزعيم "نلسون مانديلا" الاتصال هاتفيا بالرئيس الأمريكي في ذلك الوقت ( جورج بوش الابن)،لكنه تهرب منه وطلب من وزيرة خارجيته "كونداليزا رايس "الرد عليه،وهو ما اغضب "مانديلا" ودفعه إلى الاتصال بوالد الرئيس (جورج بوش الأب) وطلب منه ضرورة إقناع نجله بخطورة قرار الحرب على العراق،لأنه سيتسبب في إشعال منطقة الشرق الأوسط،لكن بوش الأب لم يفعل شيئا،وهو ما دفع "مانديلا" إلى وصف بوش الابن " بأنه شخص لا يعرف كيف يفكر أو ماذا يفعل ".

وفي 19 مارس2003 بدأت الغارات الجوية على بغداد مما أدى مقتل آلاف العراقيين وتقسيم العراق وظهور تنظيم الدولة الإسلامية وتمدده في العراق ثم سوريا واشتعال منطقة الشرق الأوسط.

يذكر أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير" قد اعتذر عن قرار غزو العراق وقال أنه تم بناء على معلومات استخباراتية خاطئة.
الجريدة الرسمية
عاجل