رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تُحيي ذكرى «أكذوبة» طرد اليهود من الدول العربية.. الاحتلال يسعى للحصول على تعويضات من العرب.. بروفيسور صهيوني يطالب بنصف حي المعادي تعويضًا عن ممتلكات اليهود في مصر

فيتو

دولة الكيان الصهيوني هي بذرة شر زرعتها أمريكا في المنطقة، كشوكة في ظهر العرب، لذا كان من الطبيعي أن تعزز وجودها بمزيد من البدع، كما ادعت بوجود "الهولوكست" ليكون ذريعة لتطبيق بطشها ضد الفلسطينيين وسلب أراضيهم، ابتدعت أيضًا مزاعم اضطهاد اليهود وطردهم من الدول العربية للحصول على تعويضات، وتحيي دولة الاحتلال، اليوم الإثنين، ذكرى ما تسميه بطرد اليهود من الدول العربية.


تقويض اللاجئين
وترغب إسرائيل أن تقايض اللاجئين الفلسطينيين، الذين طردوا من بلادهم، باليهود الذين تركوا منازلهم في إيران والدول العربية، لكن الحقيقة أنه لم يطرد أحد اليهود من بيوتهم، ولا يزال اليهود يعيشون كمواطنين، في المغرب واليمن وشمال أفريقيا وسوريا، وإن الذين غادروا لم يكونوا سوى جواسيس صهاينة يجب إعدامهم لخيانتهم بلدانهم وليس تعويضهم، أو ممن استجابوا لدعوات إسرائيل بشأن الهجرة لما تسمى "أرض الميعاد".

وقال المتحدث باسم حكومة الاحتلال، أوفير جندلمان: "نحيي اليوم ذكرى 850،000 لاجئ يهودي طردوا وهُجِّروا من الدول العربية ومن إيران خلال القرن الـ20".

وأضاف، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن اليهود الذين طُردوا من الدول العربية، تم استقبالهم في إسرائيل، حيث بنوا حياة جديدة لهم ولعائلاتهم.

ذكرى الطرد
وكان نتنياهو قد صرح، قبل سفره إلى باريس، قائلًأ: "إننا نحيي ذكرى طرد اليهود من الدول العربية قبل 68 عاما، بعد أن قررت الأمم المتحدة الاعتراف بإقامة دولة إسرائيل"، زاعمًا أنه في أعقاب ذلك واجه اليهود هجمات قاتلة متزايدة من قِبل الفلسطينيين.

وتم اختيار هذا التاريخ لإحياء ذكرى النزوح اليهودي، لأنه يوافق ذكرى قرار الأمم المتحدة 181، من عام 1947، والذي نص على تقسيم أراضي الانتداب البريطاني بين البحر المتوسط ونهر الأردن لدولتين للشعبين اليهودي والفلسطيني.

مناقشة الحكومة
وأجرت الحكومة الإسرائيلية، أمس، نقاشًا حول اليهود الذين تركوا وطُردوا من الدول العربية، عشية قيام الدولة.

وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أنه سيتم إجراء نقاش مماثل، الثلاثاء المقبل، في الأمم المتحدة، ستشارك فيه وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية، جيلا جملئيل.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن هذه النقاشات تُجرى، بعد عام ونصف العام من قيام الكنيست بسن قانون إحياء ذكرى خروج وطرد اليهود من الدول العربية وإيران، والذي يوافق 30 نوفمبر من كل عام.

وسيعقد النشاط الرئيسي، اليوم، في استاد "المالحة" في القدس، وكانت الحكومة الإسرائيلية قد بدأت، منذ 2009، تأكيد أن عدد "اللاجئين اليهود" الذين استوعبتهم إسرائيل من الدول العربية في حينه، يساوي عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين خرجوا في أعقاب حرب 48.

نصف حي المعادي
من جانبه، قال البروفيسور الإسرائيلي، آدم روتير، إنه من الضروري حصول اليهود المهاجرين لأوروبا، ومنها لإسرائيل، في خمسينيات القرن الماضي، على تعويضات مادية نظير ممتلكاتهم المتروكة في البلاد التي سكنوها قبل الهجرة، زاعما أن الممتلكات اليهودية في مصر امتدت إلى مساحات ضخمة من الأراضي، والتي تُقدَر بنصف حي المعادي، الذي يبعد 20 كم من القاهرة، وأيضا في محافظة الإسكندرية.

الهجرة لأوروبا
ولفت، خلال مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، والذي جاء بعنوان "هل يعوَّض اليهود العرب بمليارات الدولارات؟"، إلى أن معظم يهود العالم كانوا يعيشون في الدول العربية منذ الحضارة البابلية وشمال أفريقيا، إلى أن أتت الحرب العالمية الثانية وجعلت 5% فقط منهم يمكثون في الدول العربية، والباقي هاجر لأوروبا، مشيرا إلى أن مصر وتونس والمغرب والعراق، من أبرز الدول التي عاش بها اليهود.

وأضاف أن مستوى معيشة اليهود في القاهرة وبغداد، بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان أعلى من المستوى المعيشي ليهود أوروبا الشرقية، الذين عاشوا غالبا في مدن صغيرة ومعزولة، وكانوا يعملون بمهن التجارة والخياطة والذهب، والخدمات المصرفية والمالية.

وأشار "روتير"، في مقاله، إلى أن اليهود حظوا بمعيشة راقية في الدول العربية، زاعما أن الخمسينيات من القرن الماضي شهدت تأميم الحكومة العراقية للكثير من أعمال اليهود والكثير من ممتلكاتهم، على سبيل تعويض "اللاجئين الفلسطينيين"، لكن تلك الأموال وصلت تحديدا لرموز النظام، على حد زعمه.

حصر الممتلكات
وطالب الخبير الإسرائيلي بضرورة حصر الممتلكات اليهودية في مختلف الدول العربية، مشيرا إلى أنه يصعب تقديرها بدقة، موضحا ضرورة إعادة تقييم تلك الممتلكات من المصانع والمتاجر والمحال التي ظلت تعمل بعد هجرة اليهود بسنوات، والمقدرة بما يقرب من 15 إلى 20 مليار دولار حسب تقديره.

الجريدة الرسمية