رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة البابا للقدس

البابا تواضروس
البابا تواضروس

لطالما كانت فلسطين درة فؤاد كل العرب مسلميهم ومسيحيهم، فهي عند المسلمين أولى القبلتين ومسرى الرسول الكريم وعن المسيحيين مهد المسيح عيسى بن العذراء.


فجميع المسيحيون في العالم العربي يتمنون لو أن يزوروا مهد المسيح وكنيسة القيامة ونياحة العذراء وقلوبهم تشتاق أن يسيروا حيث ما سار المسيح في درب الآلام إلا أن مسيحيو مصر اختروا أن تنزف قلوبهم من الشوق بدلًا من الشوك وأن يسيروا في درب الحرمان من الزيارة بتصريح الاحتلال والذي لا يقل ألمًا ولا مشقة عن ألم ومشقة سير المسيح في طريق الآلام.

البابا تواضرس بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية قرر أن يزور القدس وهو القرار الذي أتبعه هجوم وضجه إعلامية ضخمة. 
تأتي زيارة البابا للمشاركة في جنازة الأنبا إبراهام مطران القدس والشرق الأدنى، وهو مصري الجنسية، وقد جاءت زيارة تواضروس مخالفًا لقرار سابق من المجمع الكنسي وبقيادة البابا الراحل شنودة الثالث الذي قد قرر في عام 1980 منع سفر أقباط مصر إلى القدس حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

برز موقف البابا شنودة برفض زيارة القدس، إلا في صحبة شيخ الأزهر وهذا دليل على تكاتف أطراف المجتمع المصري ضد ممارسات العدو الصهيوني واحتلاله للأراضي المقدسة، لتطل بعض الأحزاب السياسية برأسها في المشهد خصوصًا في ظل عدم خوضها الانتخابات البرلمانية التي تجرى حاليًا لتستغل ما حدث لتلفت النظر اليها للظهور على الساحة الإعلامية من جديد.

هاجم أحد تلك الأحزاب البابا تواضروس دون أن ينظر إلى سبب الزيارة وهنا يجب ذكر أن ذهاب تواضروس جاء بهدف إنساني نبيل وهو المشاركة في جنازة الأنبا ابراهام بعد أن علم بأنه قد أوصي بان يدفن في القدس وليس في مصر وهذا يعني أن البابا لن يستطيع أن يصلي على الجثمان داخل الاراضي المصرية وهذا ما دفعة إلى السفر للقدس بنفسه كما أعلن الأنبا بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة.
الجريدة الرسمية