بالفيديو والصور.. الجنرالات يديرون العالم.. أردوغان يحتمي بـ«محمد شيك»..هولاند يستغيث بـ«لودريان».. سيرجي شويجو «دب مقاتل» في المنطقة.. لندن في قبضة القوات المسلحة.. والإ
عقب عزل الجيش المصري للرئيس الأسبق محمد مرسي، وقف رجب طيب أردوغان، وسط جموع متظاهرين متعاطفين مع جماعة الإخوان، ملوحا بعلامة "رابعة"، ومنددا بالحكم العسكري وعودة الجنرالات إلى العالم السياسية، وبعدها انهالت البيانات المنددة ضد مصر، وأوقفت أمريكا المساعدات العسكرية، ودخلت دول الاتحاد الأوروبي على خط الأزمة: ألمانيا جمدت الصفقات العسكرية، وتشدقت أنجيلا ميركل بعبارات رنانة حول الديمقراطية، معلنة مباركته للحكومات المدنية، ولم يكن الموقف الفرنسي والبريطاني أقل حدة في توجيه سهام النقد.
اليوم، دفع إرهاب تنظيم "داعش"، سواء من خلال العمليات الإرهابية التي تنفذها ذئابه المنفردة في أوروبا، والاقتتال الدائر في سوريا والعراق، دفعت العمليات الإرهابية "الجنرالات" إلى واجهة المشهد السياسي، وباتت الجيوش ترسم سياسات الدول الخارجية والداخلية.
تخلى الجميع عن مبادئ الحرية والديمقراطية، خفت صوت الحقوق، وارتفع صوت الأمن، وعقب هجمات باريس تجلى الأمر بوضوح وبدأ عهد الجنرالات في إدارة العالم، في ظل تهديد الأمن والاقتصاد، انهارت القيم الغربية أمام الصراعات الإرهابية.
1- أردوغان يحتمى بـ"محمد شيك"
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، منذ وصوله إلى رئاسة وزراء تركيا، قبل اعتلاء كرسي رئيس الجمهورية، اعتاد على محاكمة جنرالات الجيش في قضية انقلاب مزعومة، وعلى مدى أكثر من عقد ركز خطاباته الإعلامية على مهاجمة حكم الجيوش، ويشرع في وضع دستور جديد للدولة لمحو دستور الجنرالات، تصالح مع التاريخ وهرول مستغيثا بالجيش التركي، المعروف تاريخيا بـ"محمد شيك"، أو "الجيش المحمدي".
جبهات الصراع التي فتحها أردوغان مع سوريا، ودعم التنظيمات الإرهابية، والأكراد، وأخيرا روسيا، جعلته على قناعة كاملة بأن الجيش طوق النجاة لإنقاذه من غرق نظامه في وحل السياسة الداخلية، أو تورطها في حرب خارجية يعجز عن تحريك دفتها دون القوات المسلحة التي استعان بها، أيضا لمواجهة التمرد الكردي.
2- هولاند يستغيث بـ"لوديان"
فرانسو هولاند، رئيس صرح الديمقراطية الأوربية، فرنسا، تخلى عن مبادئه الاشتراكية، وهرول تجاه المؤسسة العسكرية، عقب سلسلة الهجمات الدامية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية.وأصبح وزير الدفاع "جان إيف لودريان"، صاحب القرار في توجيه سياسات الدولة في المرحلة الراهنة، ويقود تحريك العواصم الغربية، للمشاركة في الحملة ضد "داعش"، ومقالاته الصحفية باتت حاضرة في المشهد السياسي، للتوعية الداخلية من جهة، وتقديم نصائح للدول الجوار الأوروبي من جهة أخرى.
3- الجيش في عاصمة الضباب
عقب الهجمات الدامية في باريس، وانتشار المخاوف في العواصم الغربية، بادرت بريطانيا لوضع لندن في قبضة الجيش، وامتلاك وزير الدفاع، مايكل فالون، بوصلة التوجيه لـ"10 دوونج ستريت".وقال ديفيد كاميرون، الإثنين الماضي، إن بلاده ستزيد الإنفاق العسكري، للتصدي لما أسماه "الخطر المتنامي للمتشددين الإسلاميين"، مؤكدا الحاجة إلى نشر قوات تدخل سريع بعد هجمات باريس.
وكشف النقاب عن خطط لزيادة الإنفاق بنحو 12 مليار جنيه إسترليني (18 مليار دولار)، ليصل الإجمالي إلى 178 مليار خلال العشر سنوات القادمة، في إطار خطة حكومته الخمسية للدفاع والأمن.
4- شويجو.. الدب المقاتل
بالرغم من ارتباط جميع أحداث روسيا، خاصة العسكرية، باسم الرئيس، فلاديمير بوتين، لما له من حضور كضابط سابق بجهاز الاستخبارات "كي جي بي"، إلا أن اسم وزير الدفاع "سيرجي شويجو" بات يتصدر العناوين الرئاسية في الصحف الغربية والعربية، وأيضا المحلية.ونجح "شويجو" في تذكير الأذهان بالإمبراطوية العسكرية للاتحاد السوفيتي، لما يمتلكه من أذرع عسكرية نجحت في ضم القرم، بعمليات اقتتال خاطفة مع الجيش الأوكراني، ودفعت سياسته العسكرية موسكو إلى الجلوس على طاولة الصفقات مع الأنظمة العربية والأوروبية، في ظل تواجد مقاتليه في سوريا واستعداد كتائبه لتوسيع أرض المعركة في دول أخرى تعاني من تمركز التنظيمات الإرهابية.
5- البنتاجون يمتلك قرار البيت الأبيض
الهيمنة الأمريكية المفروضة في العالم، وإملاء شعارات الحرية والديمقراطية على دول، هي الأخرى نابعة من النفوذ العسكري، ولا يملك رجل البيت الأبيض باراك أوباما، تحدي دولة أو مطالبة رئيس دولة بالرحيل، بدون الحصول على وعد من البنتاجون بالتحرك العسكري لتنفيذ الإملاءات.
اعترف "أوباما" بهذا الأمر، في أكثر من خطاب، مؤكدا أن "هيمنة أمريكا تأتي من قوتها العسكرية"، ولم يستحيِ القابع أسفل تمثال الحرية، من مطالبة وحدات الحرس الوطني بولاية "ميزوري" في مواجهة الاحتجاجات ببلدة "فيرجسون"، مع تصاعد حدتها خلال شهر سبتمبر الماضي، بسبب الممارسات العنصرية للشرطة ضد السود.