رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل «الكنسية» للغاضبين من زيارة «البابا تواضروس» للقدس..البطريرك لم يزُر مدينة السلام بتأشيرة إسرائيلية.. قصدها لرئاسة قداس جنازة المطران «إبراهام» ولم يلتقِ الصهاينة..

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانا توضيحيا، للرد على الجدل الإعلامي المثار حول رئاسة البابا تواضروس الثاني، للصلاة الجنائزية للأنبا إبراهام، مطران الكرسي الأورشليمي، بالقدس.


وأكد البيان أن الكنيسة القبطية أثبتت، عبر التاريخ، وطنيتها بشكل يعلمه ويشهد به العالم كله، بمواقفها الفاعلة والمؤثرة، لاعتبارها درة تاج الوطنية، فهي كنيسة كل المصريين، بل إنها كنيسة العرب أيضا.

شاهد تاريخي للوطنية
وأضافت الكنيسة، في بيان، نُشر على الصفحة الرسمية للمتحدث باسمها، أن باباوات الكنيسة دائمًا ما ضربوا مثلا في الولاء للوطن، سواء برفض الحماية الأجنبية، مثل البابا بطرس الجاولي، أو مدرسة حب الوطن، التي رسخ دعائمها البابا شنودة الثالث، أو إعلاء مصلحة الوطن مثل البابا تواضروس الثاني.

مواقف الكنيسة
وذكرت أنه في الوقت الذي ارتعشت فيه الأيدي وساد الخوف، امتلكت الكنيسة شجاعة القرار، ممثلة في قداسة البابا، بمشاركته دون تردد في خارطة الطريق في لحظة فارقة في تاريخ مصر، وهو يعلم أنه سيدفع ثمنا غاليا إزاء هذا الموقف، وتابعت: "رغم تدمير أكثر من 65 كنيسة أخذ البابا قرارا أكثر شجاعة بإعلاء مصلحة الوطن".

إثارة الإعلام للحدث
وأشارت الكنيسة إلى مساعيها للرد على التساؤلات والاستفسارات المثارة على الساحة الإعلامية، حتى تضع الأمور في نصابها الصحيح، بعيدا عما أسموه "الفانتازيا الإعلامية" دون ضابط أو رابط.

لا زيارة للقدس
وأكدت أن موقف الكنيسة من زيارة القدس ثابت لم ولن يتغير، فلا زيارة للقدس إلا مع جموع المصريين، يدا بيد، وهذا واضح جليا من أول لحظة اتخاذ القرار، سواء عن طريق قداسة البابا نفسه أو المتحدث الرسمي.

وألمحت إلى أنه لو أراد البابا إعادة النظر في القرار، فما الذي يمنعه من عقد مجمع مقدس وطرح الموضوع، واتخاذ قرار بشأن ذلك، مشددة على أن الأمر واضح وحاسم، وسفر البابا قاصر على صلاة الجناز فقط.

صلاة الجناز فقط
وأشارت إلى أن البابا مقيم بمقر الكرسي الأورشليمي، ببطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس الشرقية، ولم يذهب لأي زيارات دينية أو سياسية.

وردا على ضرورة أن يرأس البابا بنفسه صلاة جنازة مطران القدس، قالت إن مطران الكرسي الأورشليمي "إبراهام" له مكانة خاصة في المجمع المقدس للكنيسة القبطية، وهو الرجل الثاني بعد البابا، وكان من المفترض أن يأتي الجثمان إلى مصر ويُصلى عليه، ولكن وصية الأنبا "إبراهام" بأن يدفن في القدس حالت دون ذلك، ولولا الوصية ما كان هناك داعٍ لسفر قداسة البابا.

الكنيسة رعوية
وعن التساؤل بأنه لم تحسب الكنيسة النتائج السياسية لهذه الزيارة، أوضحت أنها لا تضع في حسبانها أي معادلات سياسية فكل خطواتها رعوية ووطنية فقط، ولذلك زيارة القدس لا تدخل فيها أي حسابات سياسية، وينبغي ألا تفسر على هذا النهج على الإطلاق.

اعتذار البابا لـ"أبومازن"
واستشهدت باعتذار البابا تواضروس عن دعوة الرئيس أبومازن، لزيارة رام الله، حال وجوده بفلسطين، مؤكدا أنه لن يدخل رام الله أو القدس لزيارة الأماكن المقدسة إلا في صحبة شيخ الأزهر.

لم يلتقِ مسئولين
وتابعت: "إن البابا لم يلتقِ أي مسئول، سواء من الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني، فلا مجال هنا للمزايدة والتكهنات بترويج فكرة التطبيع، منهج الكنيسة واضح وهو ألا ندين السياسة أو نسيس الدين فلا داعي لقراءة الموقف على نحو سياسي".

لم يدخل بتأشيرة إسرائيلية
وأشارت الكنيسة إلى أن البابا لم يدخل بتأشيرة إسرائيلية، موضحه أنه تم التنسيق مع السلطة الفلسطينية للدخول من دون تأشيرة إسرائيلية.

وردا على التساؤل عدم دخول البابا طريق الأردن، أوضحت أن الأمر يخضع للترتيبات الأمنية، والتي لا دخل للبابا فيها، ولأن الزيارة كانت مفاجأة للجميع فسارت على هذا النحو.

شعبنا واعٍ
وعن مدى تأثير الأمر على الأقباط أو دفعهم لكسر الموقف الكنسي، أكدت الكنيسة أن الشعب القبطي واعٍ بتقاليد الكنيسة وقوانينها، ويعلم أن رئاسة البابا للجنازة واجب رعوي يجب أن يقوم به، ولا يعني السماح بالزيارة ولا مجال للتشكيك.

وبشأن أنشطة البابا خلال الزيارة غير صلاة الجنازة، أكدت أنها تهدف لمساندة أولاده في محنتهم ويعيش ظروفهم واحتياجاتهم الرعوية، وخاصة في اختار المطران الجديد، والحفاظ على كيان كنيستنا القبطية بالقدس، وكذلك متانة ارتباطها بمصر على اعتبار أنها جزء من الوطن.

فانتازيا الإعلام
واختتمت البيان قائله: "لا بد من فحص الأمور بدقة قبل إبداء الرأي وتحميل الأمور ما ليس فيها والبعد عن الفانتازيا الإعلامية، واثقين في وعي المصريين وأنهم سيميزون بين من يقوم بالمزايدة على موقف الكنيسة المصرية الوطنية وبين الأمناء، فوطنية الكنيسة القبطية أمر لا يستطيع أحد أن يزايد عليه".

الجريدة الرسمية