«المصالح تتصالح».. تركيا تعوض خسارتها لموسكو بدول الخليج.. «أردوغان» يزور قطر والسعودية والكويت لتعزيز التعاون العسكري وعقد اتفاقيات في مجال الطاقة.. ودول النفط تسعى للاستفادة من ع
كثفت دول الخليج وتركيا الزيارات المتبادلة التي تحمل طابعًا عسكريًا بينهما، خاصةً أن تلك الزيارات تضمنت توقيع عدد من الاتفاقيات في شتى المجالات أهمها التعاون العسكري والطاقة.
زيارة بطابع عسكري
وفي السياق ذاته، لفت موقع "الخليج أون لاين" إلى جولة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخليجية أول ديسمبر المقبل، لتشمل قطر والسعودية والكويت، بحسب مسئول تركي.
وأكد المسئول التركي أيضًا أن الزيارة تحمل طابعًا عسكريًا أكثر منه سياسيًا على عكس الزيارات السابقة.
أما المحلل السياسي المقرب من الرئاسة التركية، محمد زاهد جول، قال إن "زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى دول الخليج لا سيما السعودية وقطر تأتي ضمن تعزيز وزيادة التعاون بين الجانبين، خصوصًا في ظل التحالفات الدولية لمحاربة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا".
خسارة روسيا
وفي ظل تصاعد حدة الصراع بين أنقرة وموسكو، أكد جول أن "زيارة أردوغان إلى قطر تأتي في إطار السعي لعقد اتفاقيات جديدة مع الجانب القطري بشأن زيادة التعاون، لا سيما في المجالين العسكري والطاقة بين البلدين"، إذ تعتبر موسكو وطهران المصدر الرئيسي لتصدير الطاقة إلى تركيا، الأمر الذي يدفع بها إلى البحث عن مصادر أخرى.
تحالف جديد
وبحسب الموقع، فإنه بعد تنامي الدور الإيراني والروسي في سوريا والعراق وتحرشات طهران وموسكو بأنقرة، لا سيما في الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي التركي، تعمل أنقرة على تعزيز تحالفاتها الإستراتيجية الجديدة مع دول مجلس التعاون الخليجي، أكبر مصدر للطاقة في العالم، التي قد تكون في المستقبل بديلًا عن تحالفات إيران-موسكو.
وفي ظل تداعيات إسقاط طائرات "إف - 16" التركية للطائرة الروسية قرب الحدود التركية السورية، بعد التحذيرات العديدة التي تلقتها موسكو في الآونة الأخيرة من أنقرة بأن ردها سيكون قويًا في حال تكرر انتهاك مجالها الجوي، وتجاهل موسكو تحذيرات أنقرة، يرى مراقبون أن موسكو قد تعيد النظر بشأن نشاطها في المنطقة.
مصانع مشتركة
و بخصوص تركيا، التي كشفت في وقت سابق عن خططها الإستراتيجية الطموحة بشأن تصنيع السلاح والدفاعات الجوية وإطلاق أول مقاتلة تركية الصنع قبل حلول عام 2020، أكد جول أن "قمة الرياض المرتقبة بين الرئيس أردوغان والملك سلمان ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية والتحالفات الجيدة بين البلدين، تتمثل في إقامة مصانع مشتركة للسلاح بين البلدين.
استفادة الخليج
ومن ناحية أخرى، فأن ما يعزز حرص دول التعاون الخليجي على بناء علاقة أمنية وإستراتيجية مع أنقرة، هو أن تركيا أحد اللاعبين الأساسيين في مبادرة إسطنبول، ومن ثم فإنها توازي "بوابة للحوار السياسي" البالغ الأهمية مع دول المتوسط والاتحاد الأوربي، كما يمكن لدول الخليج الاستفادة من الوجود التركي في حلف الأطلسي لمواجهة التحديات المستقبلية التي قد تتعرض لها.
قوة إقليمية
ورأى مراقبون، أن تطابق وجهات النظر بين دول الخليج وتركيا في معظم ملفات المنطقة وأكثرها حساسية، لا سيما الملفين السوري والعراقي، وزيادة التنسيق في المجالات العسكرية والأمنية وتكثيف الزيارات ومناقشة الوضع الإقليمي، فضلًا عن المشاريع التركية-الخليجية المشتركة في مجالات الطاقة، ستجعل منهما قوة إقليمية عظمى لا يمكن الاستهانة بها على المستوى القريب، وقادرة على فرض رأيها على الحلفاء على المستوى الإقليمي والدولي.