رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة في انتخابات البرلمان.. العزباوي: ارتباك الناخبين بسبب تعقيد النظام الانتخابي.. عبد الرازق: التقسيم السيئ للدوائر.. والشهابي: تعبير احتجاجي على ظاهرة الرشوة الانتخابية

عملية فرز اصوات الناخبين
عملية فرز اصوات الناخبين في جولة الاعادة

أثار ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة خلال المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب، حالة من الاستياء العام في ظل الانخفاض النسبى للمشاركة في العملية الانتخابية مقارنة بانتخابات ما بعد ثورة يناير المجيدة.


وأرجع بعض الباحثين وعدد من الساسة ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة والتي قدرت بنحو 900 ألف صوت خلال المرحلة الأولى، وفيما يقرب من 660 ألف صوت في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، إلى ارتباك الناخب وعدم معرفته بالنظام الانتخابي الجديد الذي يخلط بين القائمة والفردي، وكذلك إعادة تقسيم الدوائر وكثرة عدد المرشحين داخل الدائرة الواحدة، فضلًا عن غياب دور الإعلام في توعية الناخب على النظام الانتخابي المستحدث.

تقسيم الدوائر
وقال الدكتور يسري العزباوي الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: إن ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة في المرحلة الثانية كان نتيجة تقسيم الدوائر الانتخابية، وكثرة عدد المرشحين في الدائرة الواحدة، ساهما في بطلان عدد كبير من بطاقات الاقتراع.. موضحا أنه ليس له علاقة بفكرة اعتراض المصريين على الأوضاع الحالية للبلاد، وأكد أن أغلب المعارضين سلكوا طريق المقاطعة وليس إبطال أصواتهم.

الدور التوعوى للإعلام
وأضاف "العزباوي" أن زيادة نسبة الأصوات الباطلة في الانتخابات البرلمانية برمتها، ترجع إلى فشل الإعلام وجهات الإدارة بتعريف المواطنين بالنظام الانتخابي، لافتًا إلى أن استقرار النظام الانتخابي يساهم وبشكل كبير في تقليص عدد الأصوات الباطلة وانخفاضها.

وأشار الباحث السياسي إلى أن هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي ستجرى بها الانتخابات وفقًا لهذا النظام الانتخابي، وأنه سيتم تغييره إما للنظام الفردى أو نظام القائمة النسبية.

عوامل سلبية
وأكد حسين عبد الرازق عضو لجنة الخمسين، القيادى بحزب التجمع، أن وصول عدد الأصوات الباطلة خلال الجولة الأولى من المرحلة الثانية، بالانتخابات البرلمانية، إلى 900 ألف صوت بالمرحلة الأولى، يثبت أن هناك عوامل أثرت بشكل سلبى على سير العملية الانتخابية.

وأوضح أن العوامل التي أثرت في العملية الانتخابية، تتمثل في قانون ووضع النظام الانتخابى، مشيرا إلى أن تقسيم الدوائر على أساس العدد النسبي للمقعد أدى إلى حيرة الناخب، بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من المرشحين ليس لهم تاريخ سياسي معروف.

نظام انتخابي مؤقت
وتابع "عبد الرازق": "إن هذا النظام سيتم العمل به لدورة برلمانية واحدة فقط".. مؤكدًا أنه يجب على البرلمان الجديد إصدار تشريع نظام جديد، مستنكرا انخفاض المشاركة التصويتية بالانتخابات البرلمانية، قائلا: "هذه المشاركة تعكس عدم ثقة الشارع بأن البرلمان المقبل سيكون سلطة تشريعية بشكل جاد".. وأرجع ظاهرة عدم الثقة بالمرشحين إلى هيمنة رجال الأعمال وأصحاب العصبيات على مقاعد مجلس النواب.

تعقيد النظام الانتخابي
أكد ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل، القيادي بتحالف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال، أن وجود ما يقرب من 600 ألف صوت انتخابي باطل بالجولة الأولى للمرحلة الثانية، دليل على تعقيد النظام الانتخابي المصري.

وأوضح أن هناك عددا لا بأس به من الناخبين أبطلوا أصواتهم بشكل متعمد، احتجاجا على طبيعة المرحلة الحالية، مؤكدا أن أغلب من أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية بمرحلتيها، إما يجهلون القراءة والكتابة أو كبار سن أو فقراء، وكلهم مستقطب برأس المال السياسي.

استشراء المال السياسي
وقال "الشهابى" إن إبطال الأصوات من قِبل الناخبين نتيجة طبيعية للاحتجاج على ظاهرة شراء الأصوات بالمال السياسي، بل إن الانتخابات البرلمانية برمتها بها عوار دستوري وانتهاكات خطيرة تهدد العملية الانتخابية ونتائجها.
الجريدة الرسمية