رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. اللحظات الأخيرة في حياة شهيد أسوان بالعريش.. «أيمن ركابى» كان يتمنى الشهادة.. طلب من والدته الدعاء له بالستر والعافية.. شارك في تصفية 12 تكفيريًا قبل اغتياله.. وأمنيته الأخ

فيتو

شيعت محافظة أسوان جثمان شهيد الواجب الوطنى «أيمن ركابى» ابن قرية جبل السلسلة بمدينة كوم أمبو، والذي اغتالته يد الإرهاب الأسود أثناء تأديته الواجب الوطنى في تأمين مدينة العريش بشمال سيناء صباح أمس الثلاثاء.


جنازة عسكرية
وقد كان في مقدمة المشاركين في الجنازة العسكرية للشهيد بمطار أسوان الحربى، محافظ أسوان مصطفى يسرى والقيادات العسكرية والأمنية، وجموع غفيرة من أسرة وأقارب وأهالي قرية السلسة بمركز كوم أمبو حيث مسقط رأس الشهيد أيمن ركابى، والذي وارى المشيعون جثمانه بترديد الهتافات المناهضة للإرهاب بمدافن قرية السلسلة، وسط حشود من أهالي القرية بمشاركة من القيادات العسكرية والأمنية والتنفيذية بالمحافظة ورئيس مدينة ومركز كوم امبو وذلك عقب انتهاء مراسم الجنازة العسكرية.

عزاء ومواساة
ومن ناحيته أعرب محافظ أسوان عن خالص عزائه ومواساته لأسرة الشهيد ولباقى شهداء الحادث الإرهابى الغاشم على أحدي المركبات العسكرية بالعريش والذي أسفر عن وقوع ضحايا أبرياء كانوا يأدون واجبهم الوطنى لتأمين الإستحقاق الثالث من خارطة الطريق، موضحًا أن أستهداف أرواح الأبرياء الأمنيين بهذا الحاث الجبان يتنافى مع كافة الشرائع السماوية والقيم والأعراف الإنسانية وهو الذي لن يثنى مصر عن استكمال بناء الدولة المدنية الحديثة لتحقيق الاستقرار والنماء والمستقبل الواعد لأبنائها.

حزن وبكاء
شيع جثمان الشهيد أيمن بقريته وسط الآلآف من أبناء القرية والقرى المجاورة في أجواء مليئة بالحزن والألم وخاصة أنها كان شخص محبوب لدى الجميع، وهتف أهالي القرية أثناء تشييع الجثمان مرددين "لاإله إالا الله الشهيد حبيب الله"، مرددين الله أكبر ألله أكبر.

بقع دماء
وقالت كريمة ركابى، شقيقة الشهيد أيمن، إن شقيقها في إجازته الأخيرة كانت ملابسه بها بقع دماء، وعندما سألته حكى لها أنه شارك في القضاء على 12 تكفيريًا، وكان فخور بما قدمه لوطنه، وعندما حكى لوالدته قالت له:«بلاش يا أيمن ما تموتش حد وما تيتمش حد»، موضحة أن الشهيد كان معهم يوم الثلاثاء قبل الماضى وغادر متجهًا إلى خدمته بسبب أنتهاء أجازته، ووصل إليهم خبر وفاته أول أمس الثلاثاء الذي يليه، وكان يتمنى أن يحصل على شهادة إنهاء الخدمة العسكرية لكنه جاء بشهادة وفاته.

دعاء الأم
أضافت لـ«فيتو»، أنه في آخر زيارة طلب من والدته الدعاء له، وكانت تصرفاته تشير إلى أنها آخر زيارة، وأثناء جلسته مع الجميع في كلامه معانى الوداع، كما أنه جلس طوال فترة الإجازة في المنزل ولم يخرج منه، وقبل وفاته بيوم واحد أتصل هاتفيًا بجميع أصدقائه وطلب منهم أن يفتحوا ميكرفون الهاتف ليتحدث إليهم جميعًا قائلًا: "عايز أحس أنى معاكم".

أوضحت "كريمة" إن والدها توفى في حادث سير أثناء طفولة أيمن وشاركت والدتها في تربيته مع أشقائه الثلاثة، وكان الشهيد دائما ينادى لها بكلمة "ياما"، وبالرغم أن كان لدى الأسرة خوف شديد حول قضاءه الخدمة العسكرية في سيناء وخاصة أنها منطقة خطيرة، لكنه كان دائما يحاول يبعث المأنينة في نفوسهم، قائلًا:"سنتين وهيعدوا"، لافتًا إلى أن شقيقها قبل وفاته كان مصاب في مستشفى العريش، وطلب من أحد الضباط أن تواجد والدته وصديقه سيد عبد الحميد وهو أقرب أصدقائه، استلام جثمانه من المطار الحربى، لذلك توجهت والدته وصديقه مع أشقائه لإلقاء نظرة الوداع عليه، وقالت تعليقًا على الموقف "حسبى الله ونعم الوكيل.. هتوحشنى يا أيمن".

أسراره
وكما قالت زوجة شقيقه إن "أيمن" كان مثل أخيها الصغير ويحكى له جميع أسراره، وفى آخر إجازة له ترك زجاجة عطر وساعة جديدة لتحتفظها له لحين عودته لاستخدمها عندما يأتى الإجازة القادمة، ولذلك حرصت أسرته تعطير النعش بها فور وصوله إلى القرية.

تمنى الشهادة
أضافت أن الشهيد كان يتمنى الشهادة شعور دائم بأستشهاده أثناء تأدية خدمته العسكرية بالرغم من حبه الشديد للحياة،ورغبته في الأرتباط والأستقرار لتكوين أسرة، مشيرة إلى أنه كان أقرب أشقائه إلى والدته لأن أصغرهم وفقد والده منذ طفولته، وفور سماعها خبر وفاته أنهارت تمامًا حتى قطعت شعر رأسها.

يذكر أن الشهيد أيمن ركابي أحمد (19 سنة) حاصل على دبلوم المدارس الصناعية "نظام الثلاث سنوات"، ووالده متوفي ولديه 4 أشقاء وهو أصغرهم سنًا، وقد تم تجنيده منذ 8 أشهر، واستشهد في تفجير مدرعة أمس الثلاثاء بمنطقة العريش في شمال سيناء.

الجريدة الرسمية