رئيس التحرير
عصام كامل

مستقبل «الإخوان» في خطر.. المليجى: "العسكرة" أطاحت بالعريان.. و«أبو خليل»: الإرشاد دعم «الكتاتني».. «الهلباوي»: الحرية والعدالة "تابع".. و«داوود»: الج


تسعى جماعة الإخوان المسلمين، منذ تأسيسها، إلى «التمكين» حتى ولو باستخدام العنف المسلح، ولذلك فهى لا تعترف إلا بنفسها، ولا تؤمن إلا بمبادئها، ولا تحابى إلا من سار في ركابها، ودخل تحت جناحها، أما مَنْ يحاول الخروج من عباءتها، فله الويل والثبور وعظام الأمور، حتى ولو كان ابنًا من أبنائها.

يؤكد عدد من المنشقين عن جماعة الإخوان هذه الحقائق، مشيرين إلى أن وصول الدكتور «سعد الكتاتتني» لرئاسة حزب "الحرية والعدالة"، إنما جاء ترسيخاً لمبدأ السمع والطاعة العمياء، موضحين أن الجماعة نجحت في إقصاء كافة المعارضين لها، وأنها ستسعى في الفترات المقبلة إلى الأعمال العسكرية التى تتعارض مع العمل الدعوي.

يقول المهندس «عبد الستار المليجى»، أحد المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين، إن مستقبل جماعة الإخوان المسلمين لم يتغير بوصول «الكتاتني»، بل سيكون هناك دعم لمبدأ السمع والطاعة، ولن يكون هناك معارض لآرائهم وأفكارهم، موضحاً أن اختيار «الكتاتنى» وإسقاط الدكتور «عصام العريان» يؤكد اعتمادهم على نظرية إقصاء طرف ليحل محله آخر.

وأوضح أن إبعاد «العريان» من رئاسة "الحرية والعدالة" جاء نتيجة سيطرة فكر واتجاه واحد على أعضاء الجماعة، وهو رغبتهم فى ممارسة الأعمال العسكرية، والتحول من العمل الدعوي إلى التنظيم والعمل المزدوج، من وجود النظام الخاص الذى دعا إليه حسن البنا قديماً، وسعى إلى إنشائه تحت ستار "مكتب الإرشاد"، بالإضافة إلى فرض السمع والطاعة.

وأضاف المليجي أن الجميع يعلم أن «العريان» سيواجه نفس مصير كافة المنشقين كالدكتور «محمد حبيب»، وغيره من كافة القيادات السابقين، والذين كانوا ينتهجون نهج جيل السبعينات، الذي يعتمد على العمل الدعوي فقط.

موضحا أن الإخوان يعتمدون على الإقالة أو الفصل أو الإبعاد، من خلال الانتخابات، في رفض من يرون أنه يعارضهم، مشيراً إلى أن الانتخابات الأخيرة للحزب تؤكد على أنها موجهة توجيهاً محدداً لخدمة «الكتاتني».

وتابع: إن الإخوان رفضوا «العريان» لأنه انتقدهم، وهذا يخالف كافة المبادئ التي يسعون إلى تكريسها من مبادئ السمع والطاعة العمياء، دون أي تفكير، قائلا: "العريان رفض إزدواجية الإخوان فأبعدوه عن منصب رئاسة الحزب".

ومن جانبه، قال «هيثم أبو خليل»، أحد المنشقين عن الإخوان المسلمين، إن مكتب الإرشاد والتنظيم الدولي للجماعة، قدم دعماً مباشراً وغير مباشر للدكتور «سعد الكتاتني» ليفوز برئاسة حزب الحرية والعدالة.

وأضاف «أبو خليل» أن هناك العديد من قيادات مكتب الإرشاد قدموا الدعم للكتاتتني وأنهم نظموا له العديد من المؤتمرات واللقاءات.

وتابع أن الدكتور «عصام العريان» انتقد كثيراً بعض تصرفات الإخوان و"الإرشاد"، الأمر الذي دفع العديد من القيادات إلى التأكيد على أن العريان ليس "إخواني أصيل".

وأوضح أن «العريان» بالرغم من أنه يمتلك العديد من الإمكانيات والرؤى التي تؤهله لمنصب رئيس الحزب، لكن آراءه تغضب الإخوان، حيث تتعارض مع التيار المحافظ الذي لا يسمح لأحد بانتقادهم.

فيما يرى «كمال الهلباوي»  القيادي الإخوانى، أن حزب الحرية والعدالة برئاسة «الكتاتني»  لن يكون مستقلاً تماماً، وأن الجمعية العمومية للحزب ستتخذ من مكتب الإرشاد مرجعاً أساسياً لها في قراراتها السياسية، مشيراً إلى نجاح الحزب تحت رئاسة «الكتاتني» مرهون بتطبيقه للبرنامج الذى أعلن عنه.

ويتفق «الهلباوي» مع الرأي الذي يؤيد أن التيار المحافظ داخل الجماعة الذى يعمل بمبادئ السمع والطاعة والثقة المطلقة، أراد إقصاء «العريان» عن رئاسة الحزب، لأفكاره الإصلاحية المعارضة، حيث تعد نظرة المحافظين للنواحي الفكرية أكبر من النواحى التنظيمية.

وقال المهندس «خالد داوود»، المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن التيار "المحافظ" الغالب داخل الجماعة يعد السبب الرئيسى وراء إقصاء «العريان» من رئاسة حزب "الحرية والعدالة"، في الانتخابات التي أجريت بينه وبين الدكتور الكتاتنى في الجمعة الماضية.

وأشار إلى أن «العريان» لديه من الأفكار الإصلاحية غير المتوائمة مع أفكار "المحافظين"، ما يسهل من إقصائه من دائرة المنافسة، مضيفًا أن نتيجة الانتخابات كانت معروفة مسبقًا للجميع، أنها ستحسم لصالح الكتاتني.

واستبعد «داود» أن تنشب خلافات تؤدى إلى حدوث أزمة حقيقية بين التيارين"الإصلاحي" المنتمى إليه العريان، والتيار "المحافظ " الذى أطاح به من رئاسة الحزب، لافتًا إلى أن الأمر يتوقف عند حد الاختلاف في وجهات النظر فقط، وأن مستقبل الجماعة يكون خاليا من أي معارضة.

الجريدة الرسمية