تقارير صحف أجنبية: «الناتو» يواجه أزمة جديدة في الشرق الأوسط.. استهداف تركيا للطائرة الروسية «عمل استفزازي».. وزير خارجية بريطانيا السابق يدعو إلى التدخل في سوريا.. وتحديد 4 خطوات
تنوَّعت اهتمامات الصحف الأجنبية، الصادرة صباح اليوم الأربعاء بالعديد من القضايا الدولية التي كان من بينها الإشادة بالتدابير الأمنية للمطارات في مصر، والخطوات اللازمة للقضاء على داعش، وإسقاط تركيا لطائرة روسية.
طائرة روسيا
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يواجه أزمة جديدة، بعد إسقاط تركيا الطائرة الروسية، بعد خرقها المجال الجوي على الحدود مع سوريا، ويعد الحادث تصعيدا خطيرا في الصراع السوري، الذي من المرجح أن يزيد التوترات في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تصر على أنها لم تنتهك المجال الجوي التركي، كما يدعي مسئولون أتراك، وإسقاط الطائرة الروسية يلفت الانتباه للسيناريو التي تخشاه وزارة الدفاع الأمريكية وشركائها من تضارب المهام الجوية في سوريا، حيث تدعم روسيا الرئيس بشار الأسد وقوات التحالف تشن ضربات ضد أهداف لتنظيم داعش.
جلسة طارئة
وأضافت الصحيفة أن تركيا دعت لعقد جلسة طارئة، لمناقشة حلف شمال الأطلسي الحادث، ولكنها لم تلجأ إلى أحكام التحالف الذي يتطلب أعضاء آخرين في الدفاع عنها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأمين العام للحلف، ينس شولتنبرج، قال بعد الاجتماع مع حلفاء شمال الأطلسي: "إن المعلومات المتوافرة لدينا من حلفاء آخرين تتسق مع ما لدينا من تركيا، ونرفض ما تقوله روسيا بأن طائراتها كانت تحلق فوق سوريا".
مطارات مصر
على الجانب الآخر، أشادت صحيفة "إكسبريس" البريطانية بالتدابير الأمنية الجديدة، التي اتخذتها مصر في المطارات، فيما يتعلق بالتفتيش على الأمتعة، لكشف أي متفجرات أو مواد مجهولة يمكن أن تؤدي إلى عمل إرهابي.
وأشارت الصحيفة إلى اشتباه حراس أمن مطار القاهرة في وجود قنابل أثناء عملية التفتش الأمنية، على طردين مقرر إرسالهما على متن طائرة متجهة إلى أمريكا عن طريق لندن، وبعد التحقيق اكتشفوا أن الطرود لا تتضمن أي متفجرات وإنما كانت تحتوي على أحبار ملوثة.
وأضافت الصحيفة أن العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم داعش تحاول استغلال أي ثغرات أمنية، لتنفيذ عمليات إرهابية، مشيرة إلى حادث سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ.
وأوضحت أن التدابير الأمنية الجديدة ستؤتي بثمارها بمنع أي متفجرات يمكن شحنها على متن الطائرات، موضحة أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من مصر وقف تحميل الطرود والبضائع أو البريد على طائرات الركاب، اعتبارا من هذا الأسبوع.
القضاء على داعش
بينما قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إنه يمكن القضاء على تنظيم داعش بأربع خطوات من خلال الحصول على تأييد من القوات السورية المعتدلة، وتكوين قوة عسكرية من 30 ألف جندي، للسيطرة على عاصمة خلافة "داعش" بمحافظة الرقة.
وأشارت الصحيفة إلى ضرورة تغيير موقف بريطانيا من القادة السوريين العسكريين، لأن بهم الجيد والسيئ وليسوا جميعا مثل ماهر الأسد مضطربين نفسيًا، وهناك محادثات تدور بين سوريين منشقين، مثل المحادثات التي تدور مع مناف طلاس.
ولفتت الصحيفة إلى ضرورة إجراء محادثات في فيينا، لمناقشة مستقبل سوريا، ووضع دستور جديد لها يسمح للأقليات العلوية بالمشاركة في الحكومة الجديدة التي ستخلف الأسد.
وحثَّت الصحيفة على ضرورة تغيير نهج محاربة تنظيم داعش، وإيجاد مقاتلين معتدلين للمشاركة في الحرب على الأرض، ونشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للحفاظ على الوضع في سوريا لحفظ الاستقرار.
عمل استفزازي
أكد الصحفي والكاتب البريطاني "جون برادلي" أن روسيا وتركيا تقودان العالم إلى حافة الهاوية، لافتا إلى أن عواقب قرار أنقرة بضرب مقاتلة موسكو بزعم انتهاك مجالها الجوي، ستكون وخيمة فضلا عن أنه عمل استفزازي.
وأضاف "برادلي"، في مقال له بصحيفة "ديلي ميل"، اليوم الأربعاء، أنه لا سبيل لأن يضع قادة العالم خلافاتهم بشأن الحرب السورية جانبًا، حتى بعد هجمات "باريس" الإرهابية، للتركيز على هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتوقع الكاتب تصاعد حدة التوترات بين موسكو وحلف الناتو، الذي تعتبر تركيا عضوًا رئيسيًا به، مشيرا إلى أن الكرملين نصح مواطنيه بعدم زيارة أنقرة، إضافة إلى احتمالية قطع روسيا إمدادات الغاز عن تركيا.
التدخل في سوريا
واعترف وزير الخارجية البريطاني السابق، وليام هيج، بوقوع المملكة في الخطأ أثناء تدخلها في العراق، مؤكدًا أن الندم لا يمنعهم من التدخل في سوريا، لوقف تمدد تنظيم داعش.
وأشار "هيج"، في مقال له بصحيفة "التليجراف" البريطانية، إلى أن عملية الإبادة الجماعية في روندا أودت بـ800 ألف شخص في أسبوع، عام 1994، مؤكدًا أن تلك الحادثة تذكرهم بالتراخي وعدم التدخل لإنقاذ هؤلاء، ما يتنافى مع الإنسانية والرحمة.
ولفت "هيج" إلى تقرير السير "جون تشيلكوت"، بشأن التحقيق في حرب العراق ومشاركة بريطانيا في هذه الحرب، موضحًا أن التدخلات العسكرية والنوايا الحسنة، التي يروج لها القادة السياسيون الديمقراطيون، يمكن أن تسوء على محمل الجد، ويجب أن نستفيد من الدروس المستفادة في روندا والعراق.
وأضاف هيج: «إن أصحاب الحملات المنددة بالحرب، عليهم معرفة أن عدم القيام بأي دور خارج البلاد، سيكون الخيار الأسوأ على الإطلاق للبلاد، وعلى المملكة المتحدة أن تتدخل أكثر من السابق في الربع الثاني من القرن الحالي، ويجب علينا أن نكون مستعدين لذلك عندما يحين الوقت، ولعلنا الآن نحتاج إلى مثل هذا التدخل».
وتابع: «أولئك الذين يعارضون استخدام القوة في الخارج سوف ينتهي بهم الأمر وهم يرتعدون في القبو، بينما الطغاة والقتلة في العالم مستفيدون من ضعفهم، وهناك حاجة ملحة لهذا التدخل وستكون متزايدة بسبب انتشار الإرهاب، وهذه ظاهرة لن تتلاشى بصورة فورية».
وأشار إلى أن الوقت قد حان للتدخل في سوريا، مضيفًا: «نحن بحاجة إلى حماية مواطنينا من الهجمات، وعندما يضع ديفيد كاميرون استراتيجيته هذا الأسبوع يحق لنا مساءلته عن الأهداف العسكرية الواضحة وخطته السياسية».