.. وكسب التحالف الجمهوري وتحوله إلى حزب ضرورة!
يقولون بانفسهم إنهم عرضوا على المستشارة تهاني الجبالي أن تنضم إلى "حب مصر"، واشترطت واشترطت حتى رفضوا فرفضت..إذن ليس في الأمر مطامع في مقعد البرلمان..أما الفريق حسام خيرالله وكيل أول أهم وأشرف واطهر أجهزة ومؤسسات مصر وهو المخابرات العامة والذي اتهموه بشائعات باطلة عديدة دون-للأسف- أن ينفعل أحد ضد ذلك كما فعلوا لغيره.. فكانت تكفي منه إشارة ليكون أيضا عضوا بأي قائمة يريد رغم أنه لا يحتاج موقعا ولا منصبا ولا تاريخا ولا حتى أموالا وهو ابن العائلة الكبيرة العريقة!
لم يكن دخول هذه القائمة إذن إلى صراع الانتخابات من أجل مصلحة خاصة، وباقي الشواهد تؤكد ذلك..فلا رجال أعمال في القائمة..لا أثرياء فيها..لا نواب سابقون فيها..إنما عدد من الشخصيات العامة التي قدمت لبلدها الكثير ودفعت الثمن غاليا من بذاءات وسفالات وانحطاطات الجماعة الإرهابية ـ وللأسف يكررها وينقلها ويعيدها الآن عنهم البعض من غير الإخوان في انقلابات أخلاقية وسياسية مدهشة ـ بلغت حدا غير معقول دون أن يقابل بأي تراجع أو خوف أو تردد..
الآن.. وقد كسبت القائمة تعاطفا كبيرا واحترام الكثيرين رغم ضعف الإمكانيات فإن علينا جميعا أن نقلب صفحة الانتخابات كلها ونقول: الانسجام في قائمة "التحالف الجمهوري" كبير..يتحدثون جميعا عن العدل الاجتماعي ودور الدولة في المجتمع، ويتحدثون عن ضرورة عدم تعارض مصالح رأس المال مع مصالح الوطن، وأن يكون التشريع البرلماني بعيدا عن التخديم على مصالح فئة بعينها.. ويتحدث أعضاء قائمة التحالف عن الوحدة العربية، والدور المصري في المنطقة والعالم وغيرها من الأمور التي تبرز انسجاما غير متوفر في قوائم أخرى، إلا قائمة النور لأنها قائمة لحزب، ومن الطبيعي أن تكون منسجمة فبما بينها.. الآن نقول: على قائمة التحالف الجمهوري أن تقلب صفحة الانتخابات وتنتبه لما هو أهم من الانتخابات..مصر تحتاج إلى برنامج هذه القائمة.."حب مصر" ليس حزبا ولن يكون وإنما هي تحالف انتخابي.. ولذلك يجب أن تتحول قائمة التحالف إلى حزب تحتاجه البلاد..كثيرون سينضمون إليه وسيرون فيه فرصة لمعارضة مدنية حقيقية جادة تؤمن أنه ليس من مصلحة مصر انفراد تيار أو حزب بها..لا ينبغي تكرار تجربة الحزب الوطني..
وليكن التيار المدني يهيمن على البرلمان بأي صيغة، والتيار المدني يعارضه حتى من خارج البرلمان.. نحتاج لمن يقدم معارضة شريفة ونزيهة ومتجردة.. ونحتاج للتنافس على حب الوطن حتى لو صاحبه انفعال من أي نوع والأهم: نحتاج إلى رؤية وطنية شاملة يحتاجها المصريون فعليا حتى لو لم ينضج وعيهم لانتخابها..المهم أن تبقي هذه الرؤية في الشارع السياسي، وليبق على رأس هذا الحزب هذا الثنائي الوطني المحترم الذي قدم الكثير والكثير ومعهم مجموعة من الكفاءات الطيبة الشريفة وليكونوا جميعا نواة لحزب جديد..