"السحابة السوداء" تعود.. والصحة تواجهها بالبيانات
عادت السحابة السوداء الناجمة عن حرق "قش الأرز" من جديد، لتلقى بسمومها فى أجساد المصريين، وتسبب العديد من الأمراض الخطيرة فى مقدمتها الامراض الصدرية والتنفس والعيون.
وأكد الدكتور محمود عبد المجيد- رئيس مستشفى الأمراض الصدرية بالعباسية- أن التلوث الناجم عن حرق القش يسبب مشاكل صحية حادة، فهو يؤدي إلى قائمة طويلة من الأمراض بدءاً من الانسداد الرئوي المزمن، وحساسية الصدر، ثم فشل الجهاز التنفسي.
وأشار إلى أن هذه الأمراض الناجمة عن السحابة السوداء تولد ضغطاً كبيراً على المستشفى، موضحا أنه في بعض الأحيان لا نجد لدينا ما يكفي من أقنعة التنفس لسد احتياجات المرضى. حيث ان طبيعة تلك الفترة من كل عام تزداد فيها الأمراض الصدرية .
واضاف وزير الصحة الأسبق، الدكتور محمد عوض تاج الدين- رئيس الجمعية المصرية للامراض الصدرية-: إن الأحتراق غير الكامل لقش الأرز، يتسبب فى إنتاج غاز أول أكسيد الكربون الذى يرفع درجة حرارة الجو، كما أنه سام على أجهزة الجسم المختلفة، ويتحد أول أكسيد الكربون مع الهيموجلوبين، فيمنعه من حمل الأكسجين لبقية أجزاء الجسم.
وأكد أن الدخان المتصاعد من عملية الحرق يؤدى لضيق الشعب الهوائية، وقد يتسبب فى حالات وفاة لمرضى الحساسيات، ناصحا بارتداء الكمامات حال وجود عمليات حرق للقش، مع وجوب تغيير الكمامة.
جدير بالذكر أنه في عام 2008 انتشر مرض ملتحمة العين بسبب الأدخنة الملوثة للبيئة، وكانت الدقهلية هي الأكثر انتشار للمرض، وبلغت الإصابات فيها 1342 حالة منها 862 طالبا، و480 مواطنا، ثم بورسعيد 11 حالة منها 3 طلاب و8 مواطنين، ودمياط 15 حالة منها 7 طلاب و8 مواطنين.
ورغم خطورة ذلك التلوث علي صحة الانسان إلا ان وزارة الصحة لا تملك سوي اصدارالبيانات التى تحث المواطنين على إتباع الاجراءات الوقائية، حيث تعتبر أن المسئولية الأولى لمكافحة السحابة السوداء تقع علي وزارتي البيئة والداخلية لمنع المزارعين من حرق قش الأرز .