مخاطر عولمة الإرهاب!
حدث ما حذر منه الرئيس "السيسي" مرارًا وتكرارًا، وهو يخاطب دول العالم، حين قرر أن مصر لا تحارب الإرهاب الواقع في أرضها فقط، ولكنها في الواقع تدافع عن العالم بمحاولة استئصال جذوره في مصر والعالم العربي، ليس فقط من خلال التدابير العسكرية والأمنية، ولكن أيضًا في ضوء سياسة ثقافية متكاملة، تقوم أساسا على ضرورة تجديد الخطاب الديني.
وبالرغم من أن بعض الدول الكبرى وخاصة فرنسا، تلقت بصورة إيجابية رسالة "السيسي"، وصرحت بأن الدور المصري في مكافحة الإرهاب دور محوري، وأن دعمها لمصر سيكون قويا في هذا المجال، إلا أنه يمكن القول إن دولا أوربية أخرى لم تدرك في الوقت المناسب، أن تمدد الإرهاب خارج حدود سوريا والعراق، من شأنه أن يطرق مباشرة أبواب العواصم الغربية الكبرى.
وها قد تحقق ما حذرت منه مصر من قبل، فقد استطاع تنظيم داعش الإرهابي، أن يضرب ضربة إرهابية قاتلة في قلب باريس، فقد اندفع مجموعة مسلحين إلى داخل مسرح في باريس، وأطلقوا النار على رواد المسرح بصورة عشوائية، ترتب عليها مقتل 127 شخصا وجرح العشرات.
وهو الحادث الذي زلزل العالم؛ لأن معناه ببساطة أن الإرهابيين الإسلاميين أو بمعنى أصح "البرابرة الجدد"، أصبحوا على أبواب العواصم العالمية.
ومعنى ذلك أن التخاذل المهين الذي أبدته الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة "داعش"، وكذلك تردد العديد من الدول الأوربية من أعضاء التحالف الدولي في منازلة تنظيم داعش بريا على الأرض - بدلا من الاكتفاء بالغارات الجوية - قد أدى إلى توحش هذا التنظيم وتهديده للعواصم الكبرى.
ولا تفوتنا الإشارة إلى التصريح الغريب الذي صدر من "داعش"، مهددا بنسف الكريملين في موسكو؛ ردا على التدخل الإيجابي الروسي في المسرح السوري، الذي كانت له آثار بالغة الإيجابية في محاصرة التنظيمات الإرهابية المعارضة للنظام.
وفي تقديرنا، أن حادثة باريس ستؤدي – عكس ما ظن قادة داعش - إلى تكثيف الجهود الدولية للمنازلة البرية الحاسمة مع العصابات الإرهابية؛ لأنه بغير ذلك لا يمكن القضاء النهائي على موجة الإرهاب التي أصبحت تهدد كل دول العالم بلا استثناء.