رئيس التحرير
عصام كامل

مبدعو الكويت يفتحون النار على معرض «الكتاب».. «دلع المفتي» تكشف قائمة الأدباء الممنوعة رواياتهم.. بثينة العيسى: بلادي قطة تأكل صغارها.. ومهاب نصر: مجزرة سنوية للكتب

فيتو

أحاديث عدة تتداولها الهيئات والمؤسسات الثقافية عن حرية الإبداع والنشر، إلا أنه بين الحين والآخر تثبت تلك المؤسسات مدى تناقضها؛ حيث تفعل عكس ما تقول، وكان أكبر دليل في الآونة الأخيرة هو معرض الكويت الدولي للكتاب بدورته الأربعين؛ حيث خيم عليه شبح المصادرات قبل بدئه.


معرض الكتاب الدولي
وقد افتتحت الكويت الدورة الأربعين لمعرض كتابها الدولي، صباح الأربعاء الماضي، ولكن بدون معظم كتابها؛ حيث أعلنت الكاتبة الكويتية «دلع المفتي» عبر حسابها على «تويتر»، عن عدد من الأسماء العربية البارزة التي تتعرض لمنع رواياتها بالمعرض، وذكرت منهم: سعود السنعوسي، بثينة العيسى، عبد الله البصيص، عبد الوهاب الحمادي، فيصل الحبيني، فيصل الرحيل، سليمان الشطي.

وكانت الكاتبة بثينة العيسى، إحدى الذين يطالهم المنع، قد علقت بمقال قبل أيام عن منع روايتها «خرائط التيه» في الكويت، ووصفت ذلك بأن بلادها صارت كقطة تأكل صغارها، وتمسخ واجهتها الأدبية، فتكون الحرية فعلا كان، ويكون القلب جمرا؛ لأن البلاد تنفي لخارج حقيقتها المنفتحة.

ازدهار أدبي

واستطردت العيسى بقولها: رغم كل الازدهار الأدبي الذي تعيشه الكويت كتابة وقراءة، فإننا في معرض الكتاب نرى غياب الكتاب الكويتيين عن معرض الكتاب الكويتي، وهذا شكلٌ من أشكال الاضطهاد يتعرّض له الكاتب والقارئ الكويتي في بلده.

صيت عربي
أما الكاتب الصحفي مهاب نصر، فعلق بمقال منشور في صحيفة «القبس» الكويتية، بقوله إن المعرض يحظى بصيت كبير عربيًا رغم ما يعتريه من مجزرة سنوية لمنع الكتب، وما يصدر من لغط واسع بين المثقفين؛ أسفا على ما آلت إليه حرية النشر، مضيفًا: "فالناشر الذي بات يعرف تلقائيا نوع الكتب التي يمكن أن تفسح في الكويت بعيدا عن المغامرة، يقدر حجم مبيعاته في الكويت قياسا إلى معارض صاعدة مهمة، كمعرضي أبو ظبي أو الشارقة، حجم الإقبال على الكتاب في معرض الكويت يجعل الناشر يتردد في انتقاد الرقابة، ولا يتحدث عنها إلا همسا، وهذا ما يزيد من قوة الرقيب التقليدي، لكنه لا يعلم أن الجمهور الناضج لا يعترف بوصاية، ويقبل على الممنوع بقدر أكبر؛ بسبب الضجيج المثار حوله، وهو أمر مغر لكثير من الناشرين والمكتبات بترويج هذا الكتاب الممنوع».

أزمة ثقة
ويختتم الكاتب بقوله: «الأزمة أزمة ثقة لا رقابة فحسب، وحتى يكون معرض الكتاب احتفالية حقيقية بالمعرفة، عليه أولا أن يكون احتفالا بهذه الثقة المتبادلة، فارفعوا الرقابة وضعوا مكانها الثقة».
الجريدة الرسمية