رئيس التحرير
عصام كامل

العدالة في مواجهة فتاوي «علماء الأزهر»... الشيوخ: قضاة مصر قوم ظالمون.. ورجال القضاء يردون.. البسطويسي: كلام غير لائق لا يستحق الرد.. خليفة: بيان يخلق الأزمات


حالة من الغضب انتابت عدد من القضاة ورجال الدين بعد صدور بيان من جبهة علماء الأزهر يحمل عنوان: «إلى النائب العام والذين معه» وهو البيان الذي هاجم قضاة مصر بلهجة شديدة بعدما اعتبرهم قوما ظالمين لا حظ لهم في غفران الله ومصيرهم النار, لأنهم ناصروا النائب العام والذي اعتبروه ظالما بسبب العصبية البغيضة فقط وليس دفاعا عن الحق.

وعن هذا فقد أكد المستشار «أحمد خليفة» نائب رئيس هيئة قضايا الدولة وممثلها في اللجنة التاسيسية للدستور على أن مثل هذه البيانات تخلق الأزمات وتزيد من حالات الفرقة بين تيارت الشعب المصري, داعيا إلى طي صفحة مشكلة النائب العام, وعدم البحث فيها بغض النظر عن الأخطاء التي وقعت.

أما المستشار «هشام البسطويسي» نائب رئيس محكمة النقض السابق اعتبر أن ما جاء في البيان ما هو إلا كلام غير لائق لا يستحق التعليق, مؤكدًا أنه لا يجب الرد على مثل هذه البيانات ولا يجب إعطاؤها أية أهمية.

وأكد الدكتور «محمد الشحات الجندي» الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على أن جبهة علماء الأزهر ما هي إلا جبهة منشقة اعتبروا أنفسهم معبرين عن الأزهر على الرغم من أنهم لا يعبرون سوى عن أنفسهم لعدم وجود صفة تعطيهم أية صلاحيات؛ حيث اعتبر أنهم نصبوا أنفسهم قضاة إلهيين يحكمون على ما في ضمائر غيرهم, بدليل أنهم حكموا على القضاة بأنهم لن ينالوا غفران الله وسيكون مصيرهم النار, وهو أمر مرفوض تماما لأنه يخالف الشريعة الإسلامية, ولا يستند على أدلة, ومشيرًا إلى أن القضاة لم يفعلوا إلا ما وجدوه مناسبا للحفاظ على استقلالهم وهو حقهم المشروع.

واتفق معه الشيخ «عبد الحميد الأطرش» رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف والذي استنكر ما تضمنه البيان من حكم على القضاة بالحرمان من غفران الله أو أن مصيرهم النار, موضحًا أن رجلا في عهد النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن فلانا في النار فقال النبي أين المتألي علي الله ودخل هو في النار؛ لأن رحمة الله واسعة, ولا يملك أي فرد أن يحكم على عاص أيا كان عصيانه بأن مصيره سيكون النار لأن العاصي من الممكن أن يتوب فيقبل الله توبته".

وأضاف أن جبهة علماء الأزهر ليس لهم أن يحكموا على القضاة الذين أباح لهم الشر أن يؤدبوا من أساء إليهم في مجلس القضاء, ورافضًا ما قاله البيان على أن عقيدة التوحيد تتنافى مع إعطاء حق السيادة إلى أي فرد أو مؤسسة, وذلك لأن السلطان هو ظل الله على الأرض ويجب علينا أن نجله ونعظمه.

الجريدة الرسمية