رئيس التحرير
عصام كامل

درس من سيرة المعلم شحاتة


الحقيقة أن خروج المعلم حسن شحاتة من قلعة ذئاب الجبل، هو درس لكل إنسان في الحياة، في كيفية الحفاظ على ما حققه وعدم تركه يضيع سدى.. المعلم حسن شحاتة حقق أفضل إنجازات الكرة المصرية على مدى تاريخها بالفوز بثلاث بطولات أمم أفريقيا متتالية، في إنجاز غير مسبوق، وقبلها قاد المقاولون العرب للفوز بكأس مصر وكأس السوبر المحلي وهو في الدرجة الثانية، في إنجاز غير مسبوق أيضا، لكن كطبيعة كل شيء لا بد أن يبدأ المؤشر في الهبوط، والذكي هو الذي يختار الوقت المناسب للاعتزال بعيدا عن كل المغريات، خاصة أن المكسب المادي لا يدوم طويلا، والمكسب الأدبي هو الأبقى..


كان على المعلم أن يعتزل التدريب بعد الفوز بالأمم الأفريقية في 2010، وهنا كان الشعب المصري سيصنع له تمثالا، لكن أصر الكابتن على الاستمرار فماذا كانت النتيجة؟!.. خروج المنتخب الوطني من التصفيات القارية المؤهلة للأمم الأفريقية 2012، وتم الاستغناء عن خدماته، ويا ليته اكتفى ولكنه ذهب إلى قطر؛ بحثا عن تجربة مع ناد آخر، وكانت المفاجأة هي الخسائر المتتالية ومن ثم الاستغناء عن خدماته، ثم انتقل المعلم للزمالك ولم يوفق، ثم إلى الفتح الرباطي المغربي والنتيجة معروفة مقدما، ثم عاد إلى المقاولون العرب ونجح في قيادة الفريق للهروب من شبح الهبوط، لكن هذا الموسم تراجعت النتائج، رغم أنه الفريق الوحيد في مصر الذي أقام معسكرا في أوربا (النمسا)، ولعب مباريات ودية بالسعودية، والمفاجأة أن النتائج ليست على المستوى، دفعته للاستقالة أو دفعت الإدارة لإقالته.. يا كابتن حسن أرجوك.. أعلِن اعتزالك التدريب؛ حفاظا على تاريخك الناصع البياض، وابتعد عن المغريات، وأعتقد أنك تملك ما يجعلك غير محتاج التدريب (ربنا يزيدك).

اتعظ من الدرس عندما كنت لاعبا وأقمت مهرجان اعتزال، ودعتك فيه مصر كلها، لكن فوجئنا بأنك تعود لتخرج من الباب الضيق.

ولماذا أقول هذا الكلام للكابتن حسن شحاتة؟.. أقول هذا الكلام لأني أحتفظ للكابتن بكل ود واحترام، وهو قيمة وقامة، ومن يحبه لا بد أن يقول هذا الكلام للكابتن... على فكرة فيه كتير كدة عايزين نفس الرسالة، وعليهم أن يرحمونا ويجلسوا في بيوتهم، لكن أردت أن أوجهها للكابتن المعلم؛ لأنه تاريخ كبير، ويا ريت ما تزعلش يا كابتن لأنها رسالة من محب.. كل التوفيق للمعلم في تجربة أخرى غير التدريب.
الجريدة الرسمية