رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. 5 معلومات عن جماعة «المرابطون» وزعيمها «الأعور»

فيتو

أعلنت جماعة «المرابطون» المنتمية لتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن عملية احتجاز رهائن في فندق روديسون بعاصمة مالي باماكو، اليوم الجمعة.
والجماعة الإرهابية بالرغم من أنها حديثة النشأة بالمنطقة، الا انها نجحت في تنفيذ عمليات نوعية في الدول الأفريقية منذ إعلان تأسيسها عام 2013.




التأسيس والفكر 
وكشف عن نشأة جماعة "المرابطون" في شمالي مالي يوم 23 أغسطس 2013 إثر قرار زعيميْ جماعة "الملثمون" المختار بلمختار المكنى بـ"خالد أبو العباس"، و"جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا" أحمد ولد العامر المكنى "أحمد التلمسي" (نسبة إلى منطقة تلمسي في شمال مالي)، تطوير تحالفهما الذي استمر لأكثر من سنة ونصف بحل تنظيميهما السابقين ودمجهما في جماعة "المرابطون".

وقال التنظيم الجديد - في بيان إعلان تأسيسه- إنه يسعى لتوحيد الجهود لتأسيس "دولة إسلامية"، وتوعد فرنسا وحلفاءها في المنطقة بما "يسوؤهم" ويدحر جيوشهم ويدمر مخططاتهم ومشاريعهم، داعيا إلى "ضرب المصالح الصليبية الموجودة في كل مكان".

ينتمي تنظيم "المرابطون" لتيار "السلفية الجهادية" الذي يؤمن بالرؤية الفكرية لتنظيم القاعدة المؤسسة على ضرورة "المفاصلة الجهادية" مع الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي و"حلفائها الغربيين"، تمهيدا لإقامة "دولة الخلافة الإسلامية" لتطبيق أحكام الإسلام.



قيادة التنظيم 
حين قرر بلمختار والتلمسي الاندماج اتفقا على ألا يتولى أيا منهما قيادة التنظيم الوليد في المرحلة الأولى، وبعد حوار داخلي استقر رأيهما على اختيار المصري أبو بكر المهاجر أميرا للتنظيم الجديد، وكان من المميزات التي أهلته لذلك سابقته في القتال في أفغانستان مرتين، الأولى نهاية الثمانينيات ضد الاتحاد السوفيتي، والثانية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ضد القوات الأمريكية.

بيد أن رئيس اللجنة الشرعية لجماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا حماد ولد محمد الخير المكنى "أبو القعقاع" رفض حينها مبايعة أبو بكر المهاجر، وآزره في ذلك الموقف رئيس مجلس شورى التنظيم عدنان أبو الوليد الصحراوي، لكن هذا الأخير تراجع عن موقفه وقبل بيعة "المهاجر" وعُيّن عضوا في مجلس شورى التنظيم الجديد، بينما رفض حماد البيعة وترك التنظيم نهائيا.

وبعد أشهر معدودات قـُتل أبو بكر المصري في أبريل 2014 فأصبح منصب الأمير شاغرا، فاختار مجلس الشورى أحمد ولد العامر (التلمسي) أميرا جديدا للتنظيم. 

ويقول أنصار بلمختار إن بيعة التلمسي تمت بعد رفض بلمختار عرضا من مجلس الشورى بمبايعته أميرا للتنظيم، وفي نهاية 2014 اغتالت القوات الفرنسية التلمسي، فشغر منصب الأمير مجددا للمرة الثانية خلال 15 شهرا.

وعقب مقتل أحمد التلمسي كان بالمختار موجودا خارج منطقة أزواد مع عناصر من مجلس الشورى، فسارع أبو الوليد الصحراوي إلى أخذ البيعة من أعضاء الشورى الموجودين معه في شمال مالي وأعلن نفسه أميرا للتنظيم، وهنا عادت حالة الاستقطاب الثنائي من جديد داخل صفوف الجماعة، بين فريقيْ "الملثمون" و"التوحيد والجهاد".

وسارع بلمختار خلال أيام إلى الطعن في شرعية بيعة الصحراوي للدولة الإسلامية، وأكد أنها "لا تلزم شورى المرابطين" لكونها "مخالفة صريحة للبيان التأسيسي الذي حدد منهج وسلوك التنظيم"، مشددا على أن تلك الخطوة لن تؤثر سلبا في مسار الحوار بينه (هو ومن يؤيده في التنظيم) وبين قيادة القاعدة في المغرب الإسلامي، بل قد تدفع الطرفين إلى تسريع تحقيق الاندماج المنشود قريبا.
وفي يوليو 2015، أعلن تنظيم "المرابطون" عزل أميره عدنان أبو الوليد الصحراوي وتنصيب مختار بلمختار أميرا جديدا.



مبايعة القاعدة 
وقال التنظيم حينها، إنه يتمسك ببيعته تنظيم القاعدة، ويتشبث بمنهج زعيمه ومؤسسه أسامة بن لادن "منهج أهل السنة والجماعة بعيدا عن الغلو والإرجاء".

وأعلن التنظيم أن مجلس الشورى فيه اجتمع "وقرر تنصيب الشيخ المجاهد خالد أبو العباس أميرا على المرابطين".

ولم يتطرق البيان إلى مصير أمير التنظيم السابق عدنان أبو الوليد، لكنه أكد تبرؤ "المرابطون" من تنظيم "داعش"، الذي واصفا تصرفاته بالمخالفات الشرعية، وقال "نبرأ إلى الله تعالى مما صنعت دولة البغدادي وروافدها من اجتهادات ومخالفات غير شرعية في تفريق صفوف المجاهدين وسفك دماء المسلمين المعصومة".

كما طالب التنظيم القبائل المتناحرة في منطقة أزواد (شمالي مالي) بنبذ الخلاف "والرجوع إلى الحق والتوحد عليه وتوجيه أسلحتهم إلى المحتل الفرنسي وأعوانه وقتالهم". ودعا مَن سمّاهم المجاهدين في شتى أنحاء العالم "للتوحد تحت كلمة واحدة وراية واحدة لاستعادة الخلافة الراشدة".



أبزر العمليات 
وشهدت السنوات الأخيرة مستوى من المراجعة في تفكير بلمختار، فضلا عن تشبثه برؤية وبيعة تنظيم "القاعدة في بلاد خراسان" بقيادة أيمن الظواهري.

ومن أبرز العمليات التي تبنتها جماعة "المرابطون" الهجوم الذي استهدف مطعما في باماكو يوم 6 مارس 2015 وأوقع خمسة قتلى بينهم أوربيون، وأصيب فيه نحو ثمانية أشخاص - بينهم عسكريان سويسريان- وصفت إصابتهم بالخطيرة.



الأعور مهندس التوحيد 
بعدما نفت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مقتل مختار بلمختار، المعروف إعلاميا بـ"الأعور" في غارة جوية أمريكية في ليبيا فإن بعض التقارير الإخبارية قالت إن بلمختار قام بإنشاء مجلس شورى جديد للجماعات المتشددة الموالية لـ"القاعدة"، في ليبيا والجزائر وشمال مالي، ويرى متابعون لنشاطات القاعدة في المغرب الإسلامي أنه من خلال اتصالاته بالجماعات الجهادية سعى إلى تكوين تكتل جهادي يهدف إلى تقوية تواجد الجهاديين في المنطقة.

وأكدت مصادر إخبارية جزائرية نقلا عن مصدر أمني رفيع أن عملية الاندماج التي سعى إليها بلمختار بين فروع تنظيم القاعدة الدولي في ليبيا والجزائر تمت بالفعل وتحت مسمى "مجلس شورى تنظيم القاعدة في أفريقيا"، ويضم ممثلين عن أربع جماعات هي "كتائب القاعدة في سرت الليبية"، وكتيبة القعقاع بن عمرو الموالية لتنظيم القاعدة في شرق ليبيا، وكتائب الصحراء في تنظيم القاعدة المغاربي في مالي بقيادة يحيى أبو الهمام، وبقايا تنظيم القاعدة في شمال الجزائر.

ويرى محللون أن الحفاظ على مواقع هذه الجماعات ومصالحها هو الهدف من إنشاء هذا التحالف الجديد، إضافة إلى العلاقة التي تربط بين أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، عبدالمالك دروكدال، المكنى بأبي مصعب عبدالودود، وأمير كتيبة الملثمين مختار بلمختار، وربما تكون المصلحة الظاهرة والهدف الأول من هذا التنظيم الجديد هو توحيد الجماعات السلفية المتشددة في شمال أفريقيا لمواجهة النفوذ المتزايد لتنظيم داعش، ولا تستبعد بعض التقارير حصول جماعتي دروكدال وبلعور على تمويل من قبل تنظيم القاعدة الرئيسي من أجل إنشاء هذا التكتل الجديد.

ولعل انشقاق بعض عناصر تنظيم الملثمين ومبايعتهم لداعش كان وراء هذا المولود الجهادي الجديد حيث أعلنت جماعة المرابطين في مايو الماضي مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية إلا أن بلمختار نفى ذلك مُجددا وأكد البيعة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري. 

يشار إلى أن بلمختار، هو القائد السابق لـتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قبل أن يغادره ويؤسس في نهاية 2012 تنظيم الموقعين بالدم، وفي يناير أعلن تبنيه عملية احتجاز الرهائن في منشأة عين أميناس في الجزائر والتي قتل خلالها 37 أجنبيا وجزائري و29 من المعتدين.
الجريدة الرسمية