شومان في خطبة الجمعة: الأزهر يدين الحوادث الإرهابية في أي مكان بالعالم قبل معرفة أسبابها.. المعالجة الخاطئة للإرهاب أظهرت جماعات أكثر تطرفًا.. وعلى العرب الوقوف بجانب مصر للتصدي للمؤامرة التي تستهدفهم
ألقى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، خطبة الجمعة اليوم من على منبر الجامع الأزهر، بحضور عدد من أعضاء مجلس حكماء المسلمين وقيادات ورموز الأزهر الشريف.
وقال وكيل الأزهر: إن العالم يمر بأحداث أليمة تهدد أمن البشر وتحصد أرواحهم، ومن المؤسف أن تنسب هذه الأحداث ظلمًا وافتراءً إلى دين الإسلام وشريعته السمحة، وهو ما يدل على جهل شديد بالدين الإسلامي، دين السلام والرحمة التي أرسل الله بها رسوله – صلى الله عليه وسلم- إلى الناس كافة.
وأضاف أن المسلمين لا يحملون المسيحية أو اليهودية وزر الأعمال التي يرتكبها بعض منتسبيها باسم هذه الشرائع السماوية، ورغم ذلك يصر البعض على أن ينسب أفعال فئة قليلة من المسلمين إلى الدين الإسلامي الذي ينبذ العنف والتطرف، مشيرًا إلى أن الدول والمؤسسات الإسلامية وفي مقدمتها الأزهر الشريف، تحرص على أن تكون أول من يدين أي حادث إرهابي يقع في أي مكان بالعالم، قبل معرفة أسبابه واتضاح دوافعه ومن ارتكبه؛ لأن الإرهاب هو الإرهاب بغض النظر عن أي خلفيات أو أسباب تقف وراءه.
وأكد الدكتور عباس شومان، أن الخلط بين الإرهاب والدين الإسلامي والمعالجات الخاطئة في مواجهة الإرهاب تزيد من توسعه وتمدده، موضحًا أن طريقة التعاطي مع هذه القضية بعد تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام، ثم تفجيرات برجي التجارة العالمية، وما أعقب ذلك من تدمير دول كاملة وقتل الآلاف من الأبرياء زاد رقعة الإرهاب وظهرت جماعات أكثر تطرفًا لدرجة جعلت الجماعات التي كانت تتبنى العنف قبل هذه الأحداث، حملًا وديعًا مقارنة بالجماعات التي أنتجتها هذه المعالجات الخاطئة.
وشدد وكيل الأزهر الشريف، على أن الأمة الإسلامية لا تصدر الإرهاب بل يصدر إليها من أعدائها، فدين هذه الأمة يرفض العنف والإرهاب، وجعل عقوبته أشد عقوبة شرعها الدين الإسلامي، فهي الجريمة الوحيدة التي يعاقب من يرتكبها بالصلب، محذرًا فضيلته من أن من يصنع الإرهاب الأسود لن يتمكن من السيطرة عليه، ولن يكون أحد في مأمن من شره.
وطالب العالم العربي والإسلامي بإعلان وحدتهم صفًا واحدًا، وتوحيد أهدافهم وإجراءاتهم للتصدي للمؤامرات التي تحاك للأمة الإسلامية قبل فوات الأوان، مضيفا أن مصر تتعرض لمؤامرة انكشفت خيوطها تستهدف الاعتداء عليها والإضرار باقتصادها وأمنها القومي، ومن واجب العرب التصدي لهذه المؤامرة وتعويض النقص الذي حدث نتيجة لها في قطاع السياحة، وأن يقتدي الجميع بقرار المملكة العربية السعودية برفع عدد رحلاتها إلى شرم الشيخ.
ودعا الدكتور عباس شومان، أصحاب رءوس الأموال ورجال الأعمال إلى القيام بواجبهم الوطني، وألا يسعوا في هذه الفترة إلى تحقيق فائض من الأرباح والمدخرات، بل يجب أن يكتفوا بما يغطي التكاليف ونفقات التشغيل؛ خدمة للوطن في هذه المرحلة الحساسة، وأن يخرجوا زكاة أموالهم وأن يدعموا العمال الذي تأثروا من تضرر قطاع السياحة، لنثبت للعالم أننا أمة لا تركع إلا لله.
وأوضح أن الأمة الإسلامية تنتظر الكثير من مجلس حكماء المسلمين، الذي دعاه فضيلة الإمام الأكبر للانعقاد في القاهرة بدءًا من يوم السبت؛ ليخرج بحلول تعمل على إطفاء نار الحروب المشتعلة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، وإعلان وحدة وتضامن العالم العربي في وجه كل من يستهدف أمن أي دولة عربية.