قبل خفض الأسعار حاكموهم أولا!
بالطبع لا أحد ينكر كم المجهود المبذول في تصريحات السيد خالد حنفى وزير التموين هو ومن تبعه من السادة المحافظين والسادة المسئولين (الصغنين) والخاصة بالنزول بأسعار المنتجات الغذائيه بشكل معجز ومغر وخارق للعادة المصرية الأصيلة في غلاء كل السلع دون رابط أو حاكم لها أو لمن يتاجر بها وبالشعب.. ما علينا، فلقد صدقنا الرجل قبل ذلك عندما أخبرنا بأن كيلو اللحم سيكون على بطاقة التموين بجنيه بينما سيكون سعر الدجاجة المسكينة مهيضة الجناح بثمن مجهول لاختفاء تلك العملة أساسا من الحياة وهى 75 قرشا!.. حضرتك لسه بستخدم القرش أو تستطيع شراء أي شىء بأقل من جنيه !
كل هذا لا يهم لكن يهم أن السادة المسئولين دبت فيهم روح الحياة وتذكروا أن هناك شعبا يعانى توحش الأسعار وإحتكار التجار فجأة عندما صرح الرئيس في إحدى اللقاءات أنه يدرك أن الأسعار غاليه وأن الناس تعانى وأنه واحد من الناس وجزء من الشعب ويشعر بمعاناتهم، عندئذ قرر وزير التموين أن هذا عيب وما يصحش كده، إزاى يعنى يبقى لازم يا ولاد ننزل بالأسعار.. حتنزل المره دى !
أولا: هذا عبث واستهزاء بالشعب ومن قبله الدولة، فإذا كان وزير حكومى مسئول عن أخطر صمام أمان فيها وهو الغذاء كان يكتفى بالفرجة على منافذ التموين والمجمعات الحكومية الموزعة على بعض مناطق الجمهورية والمحروم منها آخرون كثر في محافظات أخرى، يتفرج فقط سيادته هو ورفاقه منتظرين تصريحا من رئيس دولته فهو أحق ليس فقط بالإقاله بل بالمحاكمة هو وشلته لعبثهم في مهمتهم (الأمنية) ولتقصيرهم في أداء مهمتهم طوال تلك الفترة الماضية !
ثانيا: إذا كانت الحلول لمشكلة غلاء أسعار الغذاء بهذه السهولة والدولة تستطيع حلها في شهر كما قال الرئيس، لماذ تأخر الجميع ولم يبادروا من الأساس؟.. ثم هل كانت أسعار المواد الغذائية مبالغا فيها من قبل الدولة نفسها؟! أي أنها كانت تتربح من المواطنين الغلابة وتتاجر بهم أم أنها ستتحمل أعباء إضافية وإستدانة متنامية حتى توفر الغذاء وتصل بكيلو اللحم البلدى إلى خمسين جنيها وهو يبأع بأسعار تبدأ من 85 جنيها إلى 150.. من حقنا أن نفهم !
وإذا كانت الدولة تسطيع فعل هذا وتعلم ما سوف تستورده من سلع أخرى يمكن بيعه بتلك الأسعار المعقولة وليست الرخيصة مقارنة بدخل الغالبيه من مواطنيها، لماذا إذن تتركنا لعبه في يد المحتكرين والتجار غير الشرفاء وتصر على اقتصاد اللصوص وانفتاح السداح مداح ولا تفرض تسعيرة جبرية أو هامش ربح لا يتخطاه أي تاجر كما تفعل الدول الرأسمالية التي تدعى الحكومة أنها منها؟!
سؤال أخير، لماذا نستورد من الأساس ونحن نسطيع إنتاج غذائنا من دواجن ولحوم حمراء وأغذية أساسية من فول وحبوب إذا قمنا فقط بدعم الفلاح والمربى الصغير بملايين معدودة توفر علينا مليارات من العملة الصعبة؟ هل تلك الدولة تعادى نفسها وتنسج مؤامرة ذاتيه على نفسها؟!..الرد عندكم جميعا.
fotuheng@gmail.com