رئيس التحرير
عصام كامل

الناس «بتولع شمع» والسيسي «ولع» مفاعلا!


اختتمنا مقال الأمس بعبارة بسيطة جدا هي: "إن مصر تتفهم الموقف الروسي وتتضامن معه، واتفقا على التعاون الشامل ضد الإرهاب، وهو التعاون الذي سيتجلى بإجراءات فعلية سيعرفها العالم قريبا!"


بعد ساعات قليلة من نشر المقال كان رئيس الوزراء الروسي"ميدفيدف" يقول: "لا نمنع مواطنينا عن مصر إنما إجراءاتنا مؤقتة ضد الطيران فقط" ! وما هي إلا ساعات قليلة أخرى ويتجلى التعاون على أصوله وتوقع مصر وروسيا وبشكل نهائي اتفاق مشروع الضبعة النووي في رسالة للعالم كله أن التعاون والتحالف الإستراتيجي بين الدولتين انطلق وبجدية ولن توقفه أي مؤامرات ولا حتى مؤامرة الطائرة!

كان اليوم يوافق ذكري ميلاد الرئيس..تتحفظ القنوات الفضائية والإذاعات الرسمية من تهنئة الرئيس..الكثيرون-ببساطة يا سادة هكذا -خضعوا لابتزاز اللجان الإلكترونية وللإعلام المعادي والشيطاني وللهجوم المتواصل المتكرر بعبارة "المطبلاتية والمزمراتية"! وهو ما دفع هؤلاء -الكثيرين- إلى الخوف من وصفهم بالوصف المذكور الذي اخترع أصلا للتسخيف والتقليل من شأن ومن فكرة دعم الرئيس رغم أن البسطاء ممن يؤيدون الرئيس على فيس بوك ومواقع التواصل الأخرى لا يستهدفون أي تطبيل أو غيره.. فلا الرئيس يعرفهم ولا سينولهم أو يطولهم أي مكسب أو مغنم مباشر أو غير مباشر..إنما هو دعم لرجل يرى الناس أن دعمه واجب لأن المطلوب إفشاله ومعه الوطن كله!

وغير البسطاء ممن لم يؤيدوا نظاما من قبل وبعضهم دفع الثمن غاليا مع الأنظمة السابقة لا يمكن أن يوصف بالوصف المنحط الخبيث عندما يرى اليوم أنه يؤيد الرئيس ونظامه عن اقتناع وعن ثقة أن دعمه يعني ما أدركه البسطاء من أنه دعم للوطن نفسه.. على خلاف ما يزعم البعض أن السيسي ليس هو مصر.. فلم يقل أحد بذلك أصلا إنما القول هو أن مصر مستهدفة في شخص رئيسها وكل رئيس مخلص سيأتي لحكمها لأن المطلوب تراجعها وإن لم يتيسر ذلك فلتبق-إذن-في حالة شلل وارتباك دائمين!

وبعيدا عن الضغط النفسي الذي يشرف عليه متخصصون في الحروب النفسية وحروب الجيل الرابع بل انتصارا عليها نقول ونحن نتذكر ما فعله السيسي وهو وزير دفاع في عهد الإخوان من الإصرار على إغلاق الأنفاق وتدميرها ومنع التصرف في مشروع إقليم قناة السويس وكذلك دعوته خلافا لرغبة مرسي للحوار مع كل القوى الوطنيه إلى ما عرفناه فيما بعد من تصديه لتهديدات خيرت الشاطر نقول يكفي ذلك وحده لنقول له كل عام وأنت بخير يا سيادة الرئيس..غيرك يطيع الحاكم ليضمن البقاء في موقعه واستمرار تدفق الأموال والمرتبات الكبيرة وغيرها وغيرها من أموال كانت أسطورية.. لكن الوطن عند السيسي ورجال القوات المسلحة الأبطال أغلى من أي شيء وأغلى من كل شيء فكان ما كان مما نعرفه وتعرفونه !

نقول للرئيس كل عام وأنت بخير في أول أيام عامك الجديد.. وهو أول أيام مصر النووية.. ليتم تصحيح مسار مصر في التقدم الذي انحرفت عنه لأربعين عاما ويزيد حتى أصاب الصدأ مفاعلنا النووي الأول في انشاص وفي إهمال لا مثيل له!

نهنئ الرئيس- ولم نهنئ قبله أحدا- لتصل الرسالة لمن يراقب ويتتبع ويقيس شعبية الرجل ليعلم وليعلم الجميع أن المصريين خلف رئيسهم بل سيكونون خلفه أكثر كلما تصاعدت الضغوط وكثرت المؤامرات.. إنه شعب مصر العظيم أيها الأغبياء!

ويبقى القول إن السيسي في يوم مولده لم يتلق الهدايا من أحد.. إنما أهدى مصر- وفي ظرف عصيب- محطة نووية! وفي بلادنا اعتدنا في أعياد الميلاد أن "نولع" شمعة.. أما السيسي فقد "ولع" مفاعلا !
الجريدة الرسمية