الرشاوى الانتخابية في 2015.. «بطاطين وفلوس وسوفالدي».. «دراج»: رشوة العائلات لإقامة المؤتمرات.. «عبد الحافظ»: الأموال لشراء أصوات الناخبين.. «حسني»: رحلات حج وع
شهدت الرشاوى الانتخابية تطورًا ملحوظًا وتنوعًا في وسائلها وأشكالها خلال الانتخابات البرلمانية الحالية، وأصبحت لا تقتصر فقط على استقطاب الناخبين بالزيت والسكر، ولكن امتد الأمر إلى التلويح برحلات حج وعمرة وتوزيع السوفالدي على مرضى الكبد لاستمالتهم نحو مرشحين بأعينهم.
الحج والعمرة
أكد أحمد حسني المتحدث باسم حزب المستقبل، رئيس اتحاد شباب مصر، أن الرشاوى الانتخابية خلال هذه الانتخابات تطورت أشكالها من المنح والعطايا التي دأب عليها بعض المرشحين في حملاتهم الانتخابية لاستقطاب أصوات الناخبين المصريين، وشهدت توزيع بطاطين ولحوم وإعلان عن رحلات حج وعمرة للناخبين وهو بمثابة "رشوة انتخابية"، وليست نوعًا من أنواع الدعاية الانتخابية.
وأضاف حسني في تصريح لـ«فيتو» أن تلك الرشاوى أخطر من رشاوى الزيت والسكر التي كانت تقدمها جماعة الإخوان الإرهابية وتعد استغلالا للحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، ورغبة بعض المواطنين في المال أو الأشياء العينية أكثر من حاجتهم لبرنامج سياسي.
وأوضح أن الدعاية الانتخابية أرقى مما يفعله بعض المرشحين حاليًا، لأنها تقوم على برنامج محدد وخطط وأفكار يمر بها على ناخبيه لإقناعهم بترشيحه وبالتالى الرشاوى الانتخابية حدث بها تحول وأصبح التلويح بالأموال بشكل صريح.
الرشوة بالأموال
وأكد سعيد عبد الحافظ، مدير مركز ملتقى الحوار، أن الانتخابات الحالية شهدت تطورا ملحوظا من خلال لجان الرصد التابعة للمركز فبعد أن كانت وعودا للناخبين وتقديم البطاطين واللحوم والكراسات وقت الدراسة ثم جاء الإخوان وحولوا الأمر إلى زيت وسكر وصل الأمر الآن إلى تقديم الأموال كرشاوى انتخابية.
وقال "عبد الحافظ" إن هذه الانتخابات تشهد تفشي استخدام المال السياسي وغياب البرامج الانتخابية للمرشحين فأصبح الناخب يختار مرشحه ليس وفق برنامج ولكن وفقا لما سيحصل عليه من أموال وهذا الأمر يمكن أن يؤدى إلى وجود نواب لا يعملون من أجل مصلحة المواطن.
رشوة العائلات
أكد الدكتور أحمد دراج، المتحدث الرسمى لتحالف 25-30، أن الرشاوى الانتخابية تنوعت وتطورت من الزيت والسكر وعلاج سوفالدى إلى دفع أموال للعائلات لإقامة مؤتمرات انتخابية لهم بالإضافة إلى استخدام العديد من سماسرة الانتخابات لجمع بطاقات الناخبين مقابل مبالغ مالية.
وقال "دراج"، إن الحزب الوطنى عائد بقوة ويعمل بكل طاقته لاستعادة مواقعه مرة أخرى والنتيجة نواب سيبحثون عن تعويض أموالهم وليس مصلحة المواطن.
الفلسفة واحدة
وأكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تطور أساليب الرشاوى الانتخابية يُعبر عن تأثير رأس المال السياسي وقوة الدور الذي يلعبه في الانتخابات البرلمانية الجارية.
وأشار بدر الدين إلى أن الفلسفة لا تزال واحدة وهى محاولة منح الناخب مزايا عينية ومادية، مهما اختلف شكل تلك المزايا ما بين الزيت والسكر أو مقابل مادى أو توزيع السوفالدى.
وأضاف أن أزمة الانتخابات لم تعد تقتصر فقط على رشاوى الناخب أو شراء الأصوات، بل امتدت لتشمل شراء المرشحين أنفسهم وخاصة في الانتخابات الحالية، وأن هناك أحزابا تعمل على استقطاب بعض المرشحين من خلال التلويح بمميزات التمويل والدعاية.
ولفت إلى أن هناك عدة مشكلات حدثت بين الأحزاب بسبب استقطاب المرشحين، وهذه ظاهرة جديدة تظهر لأول مرة بهذا الشكل في الانتخابات الحالية التي تحول فيها المرشح إلى ما يُشبه لاعب الكرة المحترف، وبالتالى ظهرت أيضًا ظاهرة "المرشح المحترف".