رئيس التحرير
عصام كامل

إعلاميو آخر زمن!


للأسف ومع الظروف التي عاشتها البلاد خلال السنوات الخمسة السابقة، ظهر لدينا عدد من الإعلاميين العجب.. إعلاميون يصرون على فرض وصايتهم على جمهور المشاهدين.. لم يكتفوا بالصراخ وإنما انطلقوا يوجهون التعليمات ويصدرون الأوامر للمشاهدين.. افعلوا ذلك ولا تفعلوا هذا.. لا أريد أن أراكم تقولون ذلك أو تتصرفون هكذا.


لقد نسى هؤلاء الإعلاميون أو هذا الصنف منهم - دورهم ووظيفتهم وواجبهم الإعلامي وتحولوا إلى آمرين وموجهين ومصدري تعليمات.. وهذا أمر غير مقبول وغير مستساغ، ويتعارض مع أصول وأسس ومبادئ مهنة عظيمة وجليلة هي مهنة الصحافة والإعلام، التي تنير العقول وتقود الرأي العام من خلال عرض الحقائق بكامل جوانبها.. حقائق صادقة وسليمة وصحيحة، بعد أن يتم التأكد والتحقق فيها من مصداقيتها وسلامتها وصحتها.

الشاهد والمستمع والقارئ لا يريد موجهين ولا مدرسين ومعلمين له، ولا مصدري تعليمات وأوامر ونواهي له.. إنما هو يبغي إعلاميين يساعدونه على معرفة الحقيقة.. الحقيقة كاملة وليست مجتزأة أو منقوصة؛ لأن تجزئة الحقيقة هو تشويه للحقيقة، بدون تعالٍ من مذيع أو صحفي.. إن هؤلاء المتعالين من الإعلاميين لن يتحملهم المشاهدون والمستمعون والقراء طويلا.. سوف ينصرفون بمرور الوقت عنهم.
الجريدة الرسمية