رئيس التحرير
عصام كامل

صناعة العسل الأسود


جاءتني رسالة من "محيي الدين أنور ولي"، أحد المستثمرين من محافظة قنا بمركز أبو تشت، قرية السليمات، قال فيها:-

"في المنطقة نحو 300 مصنع عسل أسود بطاقة إنتاجية تقدر بـ6 أطنان عسل أسود يوميا، سعر بيع الكيلو 4 إلى 6 جنيهات ولا يوجد تسويق لما يتم إنتاجه، ولذلك يتراكم المخزون دون استغلاله، ويفقد صلاحيته للاستهلاك بعد فترة، ما يعد إهدارا لصناعة كفيلة بتحقيق دخل للدولة من التصدير عالٍ؛ حيث يباع الكيلو في الخارج بمبلغ 6 دولارات أي 48 جنيها تقريبا.


صناعة العسل الأسود من الصناعات التي لا بد أن ينظر إليها بعين الاعتبار، وحل مشكلة التسويق الخاصة بها؛ لأنها مطلوبة كمنتج نهائي، ولكن البحث عن الموزعين يتطلب دخول شركات للتسويق والتوزيع.. والأولى أن تتولى الحكومة التوزيع والتسويق داخليا وخارجيا، بعيدا عن الشركات الخاصة التي لا تصل إلى الشعب، وتركز على مناطق معينة، دون الالتزام بالوصول إلى أماكن بعيدة تحتاجها هذه المناطق".

انتهت رسالة القارئ الكريم، الذي أشكره على رسالته التي تشرفت بها، وأشكره على الحس الوطني والخوف على مصر الغالية، وإرسالك لرسالتك هذه دليل على محاولة البحث عن حلول لأي مشكلة، وبالتالي سنجد كل يوم حلا وبديلا لمشكلاتنا.

أتفق مع حضرتك أن صناعة العسل الأسود صناعة مهمة لا بد من الاهتمام بها، وأن التسويق شرط أساسي لنجاح أي مشروع، وأن الحكومة لا بد أن تستغل مراكز التوزيع الخاصة بها وأصولها غير المستغلة في توزيع المنتجات التي لها طلب أصلا، ولا يستطيع المنتج أن يصل فيها إلى المستهلك، وطبعا يكون ذلك بعمولة توزيع كتلك التي تتقاضاها شركات التوزيع.. والمنطقي ألا تخرج الدولة من المنافسة في التوزيع وتترك التوزيع إلى الشركات الخاصة التي لا تستطيع الوصول إلى كل المناطق التي تحتاج المنتج، في حين أن الدولة تملك المجمعات التي تصل إلى كل القرى والنجوع بالجمهورية.

وفي النهاية لا بد أن تساهم الدولة في تذليل كل العقبات أمام المنتجين؛ للنهوض بالصناعات سواء الكبيرة أو المتوسطة والصغيرة.
الجريدة الرسمية