رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. البابا تواضروس 36 شهرًا كرازة ووحدة وانتقادات لاذعة.. 15 رحلة خارج البلاد ما بين الرعية والعلاج و8 رحلات داخلية.. أعد «الميرون» مرة بمصر والأخرى بلبنان.. انتقدوه إلى حد التحريف وم

فيتو

شهدت الكنيسة القبطية على مدى الثلاث سنوات الماضية عددًا من المفارقات، حدثت للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، والذي يواكب اليوم احتفال التذكار الثالث لتجليسه، وسط أجراس احتفالية وحشود غفيرة ارتدى فيها التاج الباباوي.



خادم للشعب

وبدموع تعكس حجم المسئولية الضخمة التي تولاها قال: «أنا خادم للشعب»، خاصة لخلافة شخص بكاريزما البابا الراحل شنودة الثالث، وكانت أولى اهتماماته بناء البيت من الداخل، ليكون مؤهلا للخروج وفتح قنوات وجسور للحوار مع الآخرين.

يفتح قنوات التصالح

على مدى 36 شهرا على مدى الثلاثة أعوام التي تولى فيها المسئولية الباباوية، كان دؤوبا على الوحدة وفتح قنوات أغلقها سنين الجفاء والبعاد سواء مع كنيسة الفاتيكان أو روسيا وغيرهما، وبادر بأول زيارة له خارج حدود البلاد إلى الفاتيكان في مايو 2013، ليعود للقاء الأشقاء بين الكاثوليك والأقباط الأرثوذكس.

كان محلقًا غالبية الوقت ليطوف الدول ويتفقد الكنائس خارج القطر المصري، تجاوز الـ 15 رحلة لعدد من دول الخارج وأيضا دول عربية شقيقة، وصلت تلك الأمور إلى حد انتقاد البعض له، لكونه دائم السفر خارج البلاد.

يعود تدريبه وتلمذته على يد أحد المطارنة المحنكين، منحه كثيرًا من الثبات وسرعة اتخاذ القرارات، بات تلميذ باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية بطريركا للكرازة، ليصبح معلما للأجيال على غرار سلفه شنودة الثالث.

فكر وحدوي

بعيدا عن ضجيج الكلمات رويدا رويدا اقترب البطريرك من دائرة كانت شائكة خلال الفترة الماضية وهى علاقة الأرثوذكسية بالكنائس الأخرى، ليس في مؤتمرات التودد والتقرب، إنما الفكر الوحدوى، وساهم في تلك الخطوة وجود جماعة الإخوان الإرهابية في الحكم، الأمر الذي استدعى مواقف واحدة وصريحة للكنائس المصرية.

مجلس كنائس مصر

بدأ التقارب بمشاركة البابا تواضروس حفل تنصيب بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر الأنبا إبراهيم إسحق، ومن ثم تدشين مجلس يجمع الكنائس كلها تحت مسمى «مجلس كنائس مصر»، الذي يضم الكنائس "الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية والروم الأرثوذكس والأسقفية"، كبذرة للبناء والتي لم تطرح ثمارا ملموسة حتى اللحظة الراهنة في كسر حدة البعاد التي رسخت داخل أجيال بالكنائس المختلفة.

توحيد عيد القيامة

وفى إطار تقارب الكنائس قام بزيارة تاريخية لكاتدرائية جميع القديسين التابعة للكنيسة الأسقفية بالزمالك (الأنجليكانية) شهر أبريل من العام الماضي، تزامنا مع مرور 75 عاما على إنشائها كاتدرائية جميع القديسين، وخطوات سريعة للتقارب أبدى رغبته في توحيد موعد لعيد القيامة لتحتفل فيه الكنائس كافة.

وخاطب جميع الكنائس بهذا الأمر، ولم يرد رد سوى من كنيسة واحدة بالقبول، والأمر مازال قيد دراسة كل كنيسة على حدة، بالإضافة لمشاركة الأرثوذكسية مجمع أساقفة الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان.

النمسا.. الأولى

تصدرت النمسا قائمة زياراته الخارجية والتي زارها 6 مرات ما بين تفقد ورعاية وتلقي العلاج، ولها مكانة خاصة لدى البطريرك، لكونه عضوا بهيئة تدريس الكلية الإكليريكية هناك، بالإضافة لصداقته بأسقف النمسا الأنبا جبراييل.

الميرون المقدس

كما شملت زياراته الخارجية الفاتيكان، النمسا، ألمانيا، سويسرا، لبنان، الإمارات العربية، النرويج، فنلندا، هولندا، سويسرا، كندا، روسيا والسويد وارمينيا وايطاليا وإثيوبيا وأمريكا، وكان لدولة لبنان العربية زيارتين، الأولى في مارس 2014 لوداع بطريرك السريان الأرثوذكس، والثانية في يوليو 2015 ليشارك في إعداد الميرون المقدس.

مشاركة وطنية

دائمًا ما يؤكد في زياراته على استقرار مصر وعودتها لطبيعتها بعد إجلاء النظام الإرهابى الذي اقتنص الحكم، مشددا بأن يونيو كانت ثورة شعبية وما أعقبها مشاركة وطنية من الشعب في تشييد مشروعات قومية مثل قناة السويس.

كنيستا مصر وروسيا

تمكن من إزاحة ركام سنوات من البعاد بين الكنيسة القبطية المصرية ونظيرتها الروسية دام قرابة 26 عاما، كما كان صلدا أمام جماعات الإرهاب ولم يخنع لضغوط أو ممارسات خارجية لاحتواء أبناء الكنيسة أو مطالبتهم بالعدول عن مشاركة 30 يونيو بل كان محفزا عليها.

مطران أسيوط

وعن زيارته الداخلية فتبلغ نحو 8 زيارات للبابا، منها زيارة عمدة المطارنة والأساقفة «الأنبا ميخائيل مطران أسيوط» الذي كان قد انقطع حبل الوداد بينه وبين المقر الباباوي طيلة سنوات ماضية وذلك قبل وفاته، ودير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج، وأيضا زيارته لإيبارشية الفيوم، وزيارات متفاوتة لبطريركية الأقباط بالإسكندرية، كما زار دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، ودير مار مينا بالكنج مريوط، بالإضافة لزيارة سمالوط وتفقد أسر شهداء ليبيا الذين ذبحوا بيد الدواعش، ومطرانية ملوى ولقاؤه بالمكرسات والشعب.

المسحة المقدسة

ومواصلة للتغريد خارج السرب استحدث البابا خلال شهر أبريل العام الماضي، طريقة عمل زيت الميرون (المسحة المقدسة)، وهو أحد الأسرار الكنسية للمرة الـ35 في تاريخ الكنيسة والأولى في حبريته بالطريقة المستحدثة، ولاقى هجوما حادا، واتهمه البعض بتحريف الإيمان، وإنما ظل ثابتًا حتى أتم ما أراده، واستورد مجمع الأساقفة زيوتا جاهزة من الخارج بشهادات الضمان، وخصص البابا إحدى عظاته لشرح تفاصيل عمل الميرون وأنواع الزيوت، مؤكدا ضرورة استخدام التطور العلمى فيما يخدم الإنسان.
الجريدة الرسمية