المعلمون يطالبون بشركات تأمين لحمايتهم من عنف الطلبة.. عكاشة: إهدار لميزانية الدولة.. زكي: الشعور بالأمن لا يحتاج حراسة.. مسعود: يفسد العلاقة بين الطالب والمعلم.. ومغيث: تواجدها ضروري
«اعتداءات.. إطلاق نار..أسلحة بيضاء».. جميعها أشكال من العنف انتهكت حرمات المدارس، وحولت مفهوم المنظومة التعليمية من دار لتبادل المعرفة إلى وكر يجمع بين أروقته كافة أشكال العنف، خاصة الذي يمارسه الطلبة ضد المعلمين، ما جعلهم يرفعون مطالب بوجود شركات تأمين خاصة بالمدرسين لتأمنيهم من العنف المدرسي الممارس في حقهم.
انتهاكات ضد المعلمين
وشهدت الفترة القليلة الأخيرة عددا من الانتهاكات في حق المدرسين، كان أبرزها ما حدث في مدرسة الروضة الإعدادية التابعة لإدارة بلبيس التعليمية بالشرقية، إذ اعترض مدرس على دخول تلميذ الفصل بدون ارتدائه زى المدرسة، وعندما طلب منه المدرس التوجه إلى مدير المدرسة، لم يخضع لطلبه وفر هاربًا، ثم عاد مع شقيقه معلنًا الحرب عليه، وأقدم على صفعه والاعتداء عليه في فناء المدرسة، ما إصابه بخدوش وكدمات، وأثناء تدخل البعض لتهدئة الوضع أطلق شقيقه الرصاص ولاذا بالفرار إلى الزراعات.
وترصد "فيتو" في هذا الإطار مدى إمكانية تخصيص شركات أمن خاصة للمعلمين.
شركات أمن
قال خالد عكاشة، الخبير الأمني، إنه لا يوجد ما يدعو لإنفاق الدولة من ميزانيتها الخاصة على شركات الأمن الخاصة للمدارس، مشيرًا إلى أنه لا يتواجد توتر أمني عام أمام المدارس، وأن ما حدث ما هي إلا حالات فردية لا تمثل تهديدًا على المنظومة التعليمية، في إشارة إلى أن تواجد شركات الأمن أو عدمه لا يحدث فارقًا.
فيما أكد محمد زكي، الخبير الأمني، أن عملية الحماية العامة للدولة تتوالها وزارة الداخلية بأجهزتها، مضيفًا أن مفهوم العملية التدريسية يتطلب توفير كل ما يستلزم لإنجاح النظام التعليمي بالمدارس، وليس شركات تأمين خاصة للمدرسين، مشيرًا إلى أن الشعور بالأمن يتم من خلال مضمون تعليمي، ولا يفرض بحراسة خاصة، لافتًا إلى أن الإصلاح الأمني لابد أن يسبقه إصلاح للبنية الأساسية بالمدارس.
غير ضروري
أما عن تأثيرها على المنظومة التعليمية، قال مدحت مسعود، مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، إن هذا المطلب غير ضروري في الوقت الحالي، في إشارة إلى أن تواجد شركات الحراسة داخل المدارس يعمل على إفساد العلاقة بين المعلمين وأولياء الأمور، فمجلس الأمناء بالمدارس لدية القدرة على حل النزاعات القائمة بينهم وبشكل ودي، ويمثل دور شركات الـتأمين.
وأضاف "مسعود" أن ما يحدث في المدارس من عنف يتمثل في خلافات بين الطلاب أو أولياء الأمور والمعلمين، ما هو إلا شئ دارج حدوثه، ويجب عدم تعميم الحالات على كافة المدارس، مرجعًا أن هذا المطلب مجرد رد فعل لما وقع من أحداث في الفترة القليلة الأخيرة.
خطوة ضرورية
وعلى الصعيد التربوى، يرى كمال مغيث، الخبير التربوي، أن المدارس الحالية تشهد انفلات أمني غير مسبوق، لم تراه منذ عقود، مشيرًا إلى أنها كانت تتسم بالهيبة والوقار، مناديًا بضرورة تواجد شركات الحراسة الأمنية لإعادة الانضباط وإن كان بشكل مؤقت، مرجعًا ذلك لما تحياه البلاد من انفلات أمني، فضلًا عن عدم رغبة الدور السياسي في إعادة هيبة المدارس.