رئيس التحرير
عصام كامل

شماتة الإخوان في فرنسا!


مثلما لم ينجح الإخوان في إخفاء شماتتهم في روسيا بعد سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، فإنهم كرروا ذات الشماتة في فرنسا، بعد الهجمات الإرهابية البشعة التي تعرضت لها باريس في نهاية الأسبوع الماضي، وأسفرت عن سقوط أكبر عدد من القتلى والجرحى فيها منذ الحرب العالمية الثانية.


لقد سارع بعض الإخوان في إبداء هذه الشماتة بشكل سافر وفج وسخيف ومثير للاستفزاز لأي إنسان في أي مكان من العالم.. وعلل هؤلاء الإخوان شماتتهم بدعوى أن كلا من روسيا وفرنسا ساندتا مصر بعد ٣٠ يونيو سياسيا وعسكريا.. أي أنهم رأوا في كارثة سقوط الطائرة الروسية والاعتداءات الإرهابية التي طالت مسرحا واستادا ومطعما في باريس، هو نوع من العقاب تستحقه من وجهة نظرهم كل من روسيا وفرنسا.

ولعل ذلك يدعو الجميع في العالم، وخاصة في الغرب - أوربا وأمريكا - لمراجعة مواقفهم تجاه جماعة الإخوان التي يتعاملون معها حتى الآن بوصفها جماعة غير إرهابية أو جماعة معتدلة، رغم أنها أم الإرهاب الذي شهده عالمنا في أماكن شتى منه، ومع أنها هي الجماعة التي أفرخت لنا كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية في العالم، ومن بينها تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الأكثر دموية ووحشية.

نعم بعد أن أعلن داعش مسئوليته عن الهجمات الإرهابية التي طالت باريس، سوف ترتفع الأصوات في العالم.. خاصة في الغرب، بأن تكون الأولوية هي قتال داعش؛ من أجل القضاء على هذا التنظيم والتخلص من شروره.. ولكن تلك الجماعة «جماعة الإخوان» التي أفرخت داعش، يمكن أن تفرخ تنظيمات أخرى مثل داعش، خاصة أن تلك الجماعة تجاهر الآن باستخدام العنف، وتراه سبيلا أساسيا لها، وتصفه بأنه سبيل ثوري!

وأيضا لعل ذلك يحث الغرب «أمريكا وأوربا» على التوقف عن ضغوطهم التي يمارسونها علينا في مصر؛ من أجل إعفاء الإخوان من المحاسبة عن جرائم القتل والتفجير والتخريب التي ارتكبوها، والتوقف عن محاكمتهم وإخراجهم من السجون، بل السماح لهم بالمشاركة في العملية السياسية، على أمل أن يعودوا مجددا إلى الحكم، على غرار ما يتم تنفيذه الآن بشكل ممنهج في تونس.

إذا كان أهل الغرب يريدون حماية أنفسهم من خطر إرهاب داعش، عليهم أن يحاربوا قبلها جماعة الإخوان، أو على الأقل التوقف عن دعمها.
الجريدة الرسمية