رئيس التحرير
عصام كامل

شماتة إسرائيلية في جراح فرنسا.. الصهاينة يكشفون وجههم القبيح.. التليفزيون العبرى يسخر مع عدم تعاطف باريس مع ممارسات الاحتلال ضد فلسطين.. وجيش تل أبيب يصدر بيان تعازى لمنع انتقادهم

هجمات باريس
هجمات باريس

على الرغم من ادعاء القليل من الإسرائيليين، التعاطف مع باريس بشأن تعرضها للهجمات الإرهابية، إلا أن الشماتة كانت عنوانا بارزا للحادث داخل دولة الاحتلال.


غضب إسرائيلى

غضب الكثير من الإسرائيليين من المديح والعزاء الذي تلقاه الشعب الفرنسي على مواقع التواصل، بسبب المصيبة التي حلت به، فقرر هؤلاء الأشخاص، تعبيرا عن احتجاجهم، استبدال صور صفحاتهم الشخصية بألوان علم إسرائيل، بهدف أن يظهروا عدم وجود سبب يثير شفقة الإسرائيليين تجاه الفرنسيين.

وقال الإسرائيليون إن تل أبيب تتعرض للهجمات كل يوم دون توقف، وكتب أحد المتصفحين شامتا: "دعم علم إسرائيل فقط! وبالتأكيد ليس علم دولة لا سامية والتي دعمت دائما وأبدا الإرهاب العربي ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية!".

وحظيت إحدى الصور بانتشار واسع في مواقع شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية وهي صورة من ثلاثة أقسام. في القسم الأول، تم ذكر الهجمة الإرهابية الأخيرة في باريس بتاريخ 13 نوفمبر.

وتناول القسم الثاني، تاريخ الهجمة الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر عام 2001، أما القسم الثالث من الصورة كتب إسرائيل إلى جانب 24-7. والهدف من ورائها نقل رسالة بأن الهجمة الإرهابية في إسرائيل ليس لها تاريخ مميز مثل ما حدث في الولايات المتحدة أو في باريس، وإنما تحدث يوميا، 7 أيام في الأسبوع، على مدى 24 ساعة.

وأظهرت عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية شماتة في باريس بشأن الحادث، الذي قالت عنه القناة الثانية الإسرائيلية إنه لن يردع أوربا ويجعلها تبدل موقفها سواء تجاه إسرائيل أو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

الإسرائيليين المتعجرفين

ووجهت أحد القنوات العبرية رسالة قالت فيها: إلى كل الإسرائيليين المتعجرفين، يجب العلم إن فرنسا تواجه الإسلام المتطرف، سواء بالهجمات الجوية في سوريا أو بحرب ضد الإسلام المتطرف في مالي، حتى أنها دفنت عددا ليس بقليل من الجنود الفرنسيين في مواجهتها هذه.

ومضت قائلة: إن إسرائيل تريد أن يدرك العالم أن الإرهاب الذي تواجهه أوربا هو ذاته الإرهاب الذي تواجهه تل أبيب، لكن أوربا تميز بين الإرهاب الذي تواجهه هي وبين ما تواجهه إسرائيل وتميز بين الإرهاب ضد المدنيين داخل إسرائيل وبين الإرهاب ضد الإسرائيليين في الأراضي المحتلة، وتميز أن الإسلام المتطرف الذي تواجه يختلف عما تواجهه إسرائيل.

وعلى المستوى الرسمى كان من الطبيعى أن تظهر دولة الاحتلال التعاطف مع الحادث حتى لا تزداد كراهيتها من جانب العالم، فالرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين صرح قائلًا: "إسرائيل تقف إلى جانبكم في معركتكم التي لا هوادة فيها ضد الإرهاب".

بيان تعازى

وأضاف بيان تعازي الرئيس الإسرائيلى إلى الشعب الفرنسي: "نحن مواطنو العالم الحر موحدون في معركتنا ضد من يسعون إلى القتل والتخريب واللجوء إلى العنف والتدمير".

ومن جانبه وصف وزير جيش الاحتلال موشيه يعالون في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي، ما جرى في فرنسا بأنه يوازى ما حدث في ١١ سبتمبر في أمريكا.

وبدوره، كرر زعيم المعارضة الإسرائيلية، إسحاق هرتسوج، بعد لقاء مع السفير الفرنسي باتريك ميزوناف، وقوف بلاده إلى جانب فرنسا.

وقال: "إننا نقف إلى جانب فرنسا، ونتشارك الألم العميق للشعب الفرنسي الناجم عن هذه الجريمة الشائنة التي استهدفت الحرية والمساواة والأخوة".

والمدقق للمشهد يجد أن فرنسا التي لم تتخذ الموقف الهجومى الذي اتخذته بريطانيا وأمريكا ضد مصر على خلفية حادث تحطم الطائرة الروسية، كما أنها اتخذت خط معاد ضد منتجات المستوطنات الإسرائيلية ما يلزم ضرورة معاقبتها على ذلك، خاصة أن رئيس وزراء الاحتلال أكد أنه كان لديه معلومات مسبقة عن الحادث قبل وقوعه.

وكانت باريس تعرضت مساء الجمعة الماضية إلى سلسلة هجمات إرهابية في مناطق متفرقة، أسفرت عن مصرع قرابة 130 شخصا وسقوط عشرات الجرحى.

الجريدة الرسمية