رئيس التحرير
عصام كامل

حادث الطائرة.. أخطاء وخطايا


حفل حادث سقوط الطائرة الروسية فوق أرض سيناء، ومقتل جميع ركابها وطاقمها، بالعديد من الأخطاء في الداخل والكثير من الخطايا في الخارج.. فقد سارع المسئولون المصريون في البداية، إلى محاولة استبعاد وقوع الحادث نتيجة عمل إرهابي من المنظمات الإسلامية الإرهابية المتعددة في سيناء، والعمل على ترجيح العُطل الفني، داعين إلى عدم الخوض في أسباب الحادث؛ انتظارًا لنتائج التحقيقات.


وسار على درب أولئك المسئولين، الإعلام المصري الذي عزف على تلك الأقوال، واستدعى الخبراء الإستراتيجيين ليستدعوا بدورهم حديث المؤامرة العالمية التي تتعرض لها مصر بقيادة الولايات المتحدة وتابعتها بريطانيا، دون الحديث الموضوعي عن الأسباب المحتملة والمتعددة للحادث وتداعياته على سلامة الطيران الدولي وعلى السياحة المصرية بوجه خاص، في الوقت الذي راح فيه الإعلام الغربي يصول ويجول حول الحادث على مدى الساعة.

وقد نقَّب الإعلام المصري في ذاكرة التاريخ، واستعرض الحوادث العديدة التي تعرض لها الطيران الدولي على مدى العقود والسنوات العديدة الماضية، وليس أولها اختطاف الطائرات الأمريكية وتدمير برجي التجارة العالمي بنيويورك، وليس انتهاءً إلى اكتئاب أحد الطيارين وانتحاره ومعه ركاب الطائرة.

وإذا كانت أخطاء الداخل يمكن تبريرها لأسباب كثيرة، ومنها مفاجأة الحادث وتوقيته، وصدمة المصريين به شعبًا وحكومة، وحزنهم لأرواح الضحايا، وغموض الأسباب واختلاف الروايات، وعدم شفافية البيانات إزائه، فإن خطايا الخارج أكثر من أن تُعد أو تُحصى.

وإذا كنا نسلم بأن من حق الدول الحفاظ على أرواح مواطنيها ورعاياها في الدول الأخرى، فليس من حقها العمل على هدم اقتصاديات الدول، ونشر وإذاعة وبث معلومات لم تثبت صحتها على أرض الواقع.

وفي الوقت الذي نبرر فيه موقف الرئيس الروسي بإعادة السائحين الروس من مصر إلى بلادهم، بعد انتهاء عطلاتهم، فليس هناك أي مبرر سياسي أو تصرف دبلوماسي أو سلوك أخلاقي للرئيس الأمريكي، ورئيس الوزراء البريطاني، الإعلان عما بلغهما من مخابراتهما، نقلًا عن المخابرات الإسرائيلية، إزاء حادث الطائرة.. فمنذ متى ينقل المسئولون معلومات المخابرات على الهواء مباشرة؟!

إن تصريحات أوباما وكاميرون، وتأليبهما دول العالم لإجلاء سائحيها من مصر، ودعواتهما شركات الطيران لوقف الرحلات إلى مدينة شرم الشيخ، هي في الحقيقة والواقع، دعوة صريحة لحربٍ اقتصادية ضد مصر، والعمل دون مواربة على هدم اقتصاد الدولة المصرية، وهي الورقة الأخيرة في يد الغرب، بعد أن أفشل المصريون شعبًا وقيادةً المخطط الأمريكي – الأوربي الغربي؛ لإسقاط مصر في براثن الإخوان أو الاقتتال الداخلي والحرب الأهلية.

وأيًا كانت نتائج التحقيقات في حادث الطائرة الروسية، فإن هذا الحادث ينبه بل يؤكد عددًا من الحقائق التي يجب أن يدركها الشعب المصري وكل مؤسسات الدولة.

- إن الدول المُعادية لمصر لا تزال تعمل ضد مصر، ولا تألو جهدًا ولا تترك فرصة إلا وتقتنصها لإحداث الفوضى في البلاد.

- إن جماعات الإرهاب في الداخل لا تزال تتلقى الدعم المخابراتي واللوجيستي من جهات أجنبية وداخلية.

- لا شك في موجود خلايا إرهابية نائمة وتعيش بين ظهرانينا، ولا يدري المواطنون عنها شيئًا.

إن مصر - بشعبها وقيادتها وحكومتها - ستتخطى آثار هذا الحادث بأسرع ما يمكن، رغم سعادة الخائنين وفرحة الشامتين.
الجريدة الرسمية