رئيس التحرير
عصام كامل

«ثورة الغضب ضد الفنانين».. شظايا المدونين أطاحت بطلعت زكريا من جمهورية «الساخرين».. وبيتزا «شعيب» أوقفت مسيرة الست عفاف

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ضغطة زر على لوحة مفاتيح جهاز الكمبيوتر كانت سببًا في وقف حال عدد من الفنانين المعادين لثورة الخامس والعشرين من يناير.. شباب الثورة لم يجدوا وقتها وسيلة لمواجهة الاتهامات الموجهة إليهم من بعض الفنانين بالعمالة وممارسة الفاحشة في ميدان التحرير سوى اللجوء إلى الفضاء الإلكترونى وتدشين حملات إلكترونية للرد على الرافضين للثورة على نظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.


حملات الشباب كانت سببًا في خفوت نجومية عدد من فنانى مصر، بل جعلتهم مادة للسخرية بناءً على تصريحاتهم عقب أحداث 25 يناير، وكانت وراء ابتعاد الجمهور عن بعضهم وليس فقط الجمهور بل المنتجين أيضًا، حيث كانت تصريحاتهم سبب في خسارة بعض الأفلام وأثرت في الإيرادات التي كانت متوقعة لها بل وصلت إلى حد وقف عرض بعض الأعمال الفنية.

ويأتى على رأس «القائمة السوداء»
الفنان طلعت زكريا، كان على رأس قائمة ضحايا السوشيال ميديا من الفنانين، زكريا اتخذ موقفا عدائيا صريحا من ثورة 25 يناير منذ لحظتها الأولى، وكان من أوائل الفنانين الذي هاجموا الثورة بشراسة من خلال عدة تصريحات، أبرزها أن متظاهرى التحرير يمارسون الجنس والرذيلة، ويتعاطون المخدرات داخل الميدان، فضلًا عن دفاعه عن الرئيس الأسبق حسنى مبارك في عدد من البرامج الحوارية، ومنها برنامج «الشعب يريد» للإعلامي طونى خليفة، عندما أكد باكيًا براءة مبارك من تهمة الفساد السياسي وإصدار الأوامر بقتل متظاهرى التحرير، وأن التاريخ وحده سيثبت ما يقوله.

وهجوم رواد مواقع التواصل الاجتماعى عليه، وانتشرت بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تدعو لمقاطعة أعمال الفنان طلعت زكريا كلها وعلى رأسها الفيلم المذكور، منها صفحة «‏حملة مقاطعه فيلم الفيل في المنديل للخائن طلعت زكريا»، و«قاطعوا من سب شبابنا وبناتنا وشهدائنا وقذفهم بأبشع التهم».

ومن بين فنانى القائمة السوداء أيضا كانت الفنانة عفاف شعيب، والتي أطلق عليها رواد مواقع التواصل الاجتماعى بعد ذلك، «فنانة البيتزا والريش»، وذلك بعد تصريحاتها التي اشتكت خلالها في أحد البرامج الحوارية، من أنها لا تستطيع شراء البيتزا والريش لابن وابنة شقيقها بسبب عدم توافرها عقب ثورة 25 يناير، في الفترة التي شهدت إعلان الجيش لفرض حظر التجوال في البلاد، وإغلاق العديد من المطاعم جرّاء هذا القرار.

وشملت القائمة السوداء المطرب تامر حسني، الذي طالب المحتجين في ميدان التحرير بالعودة إلى منازلهم مما استفز البعض وانهالوا عليه بالضرب، حين حاول الدخول إلى الميدان، ومن ضمن تصريحاته: «البلد كلها هتقول نعم لمبارك مش متخيل حد غيره يبقى مصيرنا في أيديه، وهو اللى محافظ على أمننا هتعرفوا ده لو هو مش موجود».

ولم يختلف دور السوشيال ميديا مع الزعيم عادل إمام عن الفنان السابق، وصنف النجمان على نفس المرتبة، خاصة بعد تصريحات الزعيم التي أكد خلالها تأييده وتضامنه مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وأصابت تصريحاته الشباب بنوع من الصدمة، ولم تقتصر فقط على الشباب بل أثرت في كل معجبيه واتهمه البعض بأن موقفه طبيعى لأنه كان صديقا مقربا لـ«مبارك» على المستوى الشخصى والأسرى.

وبالفعل أثرت السوشيال ميديا في نجومية الزعيم وأثرت في نسبة مشاهدة مسلسل «فرقة ناجى عطالله» والذي عرض خلال شهر رمضان من عام 2012.
وكانت سماح أنور ضمن الفنانين الذين كُتبت أسماؤهم بالقائمة السوداء بخط عريض، خاصة بعد مطالبتها في مداخلة هاتفية بضرورة حرق كل متظاهرى ميدان التحرير بدعوى أنهم «خربوا البلد»، قائلة: «حكمى أنا الشخصى على هؤلاء الناس أن مافيش مشكلة أن حد يولع فيهم».

وهو ما استفز الملايين من الشباب المصرى ورواد مواقع التواصل الاجتماعى والذين هاجموها بشدة وأطلقوا حملات عدة لمقاطعتها، ولم يختلف دور السوشيال ميديا مع الممثلة زينة كثيرًا، خاصة بعد تصريحها الذي وصفت فيه ثوار التحرير بأنهم «كلاب تعوى»، وخروجها في تظاهرات مصطفى محمود التي كانت تدعو لفض ميدان التحرير.

انتقدها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى بشدة، ودعوا لمقاطعتها، وأطلقوا صفحات تعاديها منها: «كارهى زينة»، وأرجع البعض تأييدها النظام السابق إلى أنه أنقذ أختها من قضية تجارة مخدرات.

وبالفعل أثرت السوشيال ميديا في حب الجمهور لـ «زينة» خاصة بعد تصريحاتها، فلم تعد «هنا» التي أحبها الجمهور في مسلسل «حضرة المتهم أبى»، بل ابتعد عنها الجمهور لفترة وتأثرت أعمالها الفنية.
الجريدة الرسمية