رئيس التحرير
عصام كامل

تراجع أمريكي بعد باريس!


بعد الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها باريس، سوف يضطر الغرب إلى القيام ببعض التراجع التكتيكي في المخطط الذي كان يستهدف تنفيذه في منطقتنا ويطالنا نحن في مصر أيضا.. الغرب بدأ يعاني من الآثار الجانبية لمخططه، وهذه الآثار لا تقتصر فقط على المهاجرين العرب، والسوريين بصفة خاصة، الذين صار يضيق بهم، وإنما ليشمل نيران الإرهاب التي بدأت تلسعهم وتنشب في عقر ديارهم أيضا..


الغرب الآن يحتاج أولا للتركيز على مواجهة الخطر الآتي والداهم الذي يواجهه، وهو خطر الإرهاب بصفة عامة، وتنظيم داعش بصفة خاصة، وبالتالي سوف يحتاج لمعاونتنا نحن دول المنطقة بصفة عامة، ونحن مصر بصفة خاصة؛ لأن الحرب مع الإرهاب واسعة وممتدة على جبهة كبيرة بامتداد العالم كله، فضلا عن أن لدينا خبرات في هذه الحرب، ولدينا معلومات استخباراتية ستكون مفيدة للغرب في مواجهة التنظيمات الإرهابية.

الغرب الآن مضطر لهذا التراجع التكتيكي وتخفيض ضغوطه علينا، سواء كانت ضغوطا سياسية أو اقتصادية، وهي الضغوط التي كانت قد أخذت شكلا سافرا بالاستثمار السياسي لحادث سقوط الطائرة الروسية..

فحتى لو كان هذا السقوط للطائرة تم بعمل إرهابي، كما تشيع حكومات أوربية ومعها واشنطن، فليس هذا معناه معاقبة مصر، بل يحتاج الأمر للتضامن الواسع معها كما يحدث الآن مع فرنسا.. وقد بدأت مقدمات هذا التراجع التكتيكي في أمرين.. الأول تصريح لوزير الخارجية كيري، حول أنهم يحتاجون في حرب الإرهاب لدور السعودية ومصر.. والثاني الموافقة على بدء مفاوضات المعارضة السورية ونظام بشار والبقية تأتي!
الجريدة الرسمية